الرئيسية » بن حليمة: كفّوا عن تهديد الاعلاميين يا أحفاد البنّة..

بن حليمة: كفّوا عن تهديد الاعلاميين يا أحفاد البنّة..

بقلم:الأستاذ عماد بن حليمة

يوم 5 فيفري 2018 نشرت مقالا على صفحتي تحت عنوان “التضامن المغشوش و التآمر على وزير الداخلية” نبّهت فيه أصدقائي الاعلاميين الى التضامن المغشوش الذي أظهره البعض معهم على خلفية التجاوزات المرتكبة ضدّ بعض الصحافيين و ذكّرت أن التضامن المزعوم مبناه النفاق.

أحد الجهات المعنيّة بكلامي لم تتأخر في التأكيد و صدر بيان يوم الجمعة المبارك رمز الفضيلة و التسامح بتاريخ 09/02/2018 عن تنظيم الاخوان المسلمين فرع تونس يتضمّن تهديدا و وعيدا للإعلاميين الذين يتحاملون على قيادات التنظيم و قواعده.

الحقيقة أن ذلك البيان هو محاولة لإرباك الاعلاميين لأن من يعتزم التشكي للقضاء بخصوص ما يعتبره فعلا مشكّلا لجريمة في غير حاجة لإصدار بيانا مسبقا.

انه ليس بيانا و انما صفّارة انذار تسبق عملية الرّجم.

بعد يومين يتمّ ارداف البيان بتصريح يلوّح بحرب أهلية. انه عين الارتباك و الشعور بضيق الخناق.

رحم الله شهيد الوطن شكري بلعيد الذي قال أنه كلما يزداد الخناق ضيقا من حولهم كلما يصعّدون في درجة العنف.

من يقبل بالتعاطي مع الاعلام و حضور المنابر الاعلامية و الاذاعية و يفرض ممثلين له قارّين بعديد البرامج عليه أن يتحمّل جميع أشكال تعاطي الاعلام معه و لا يمكن تناول المسائل الديمقراطية بعقلية استبدادية.

أعتقد أن بيان التهديد من بين أهدافه كذلك محاولة لتحييد الاعلام بمناسبة اجراء الانتخابات البلدية لأن الاخوان يدركون جيدا الدور الوطني المهم الذي لعبه الاعلام في قطع الطريق أمامهم في انتخابات أكتوبر 2014 و ساهم في صعود حزب نداء تونس و صعود الاستاذ الباجي قائد السبسي على حساب مرشحهم آنذاك المنصف المرزوقي.

لم أفهم كيف أن تنظيم له جيش الكتروني مختصّ في مهاجمة خصومه على شبكات التواصل الاجتماعي و هتك أعراضهم و التحريض ضدّهم و من آخر ضحاياه الأستاذ يوسف الصديق يتذمّر من طريقة تعاطي الاعلام معه في مواضيع في علاقة وثيقة مع أدبياته و ماضيه القريب و كذلك غير البعيد و هو اللجوء للعنف و التصفية.

بصمات التنظيم موجودة في البيان و هي اللجوء للمراوغة و المناورة و الظهور في موقع الضحية.

انها تكتيكات بريطانيا التي من رحمها ولد تنظيم الاخوان و قد تذكرت في هذا المجال شخصين اثنين :

الأول رئيس وزراء بريطانيا شارشيل الذي ألقى خطابا قبيل انطلاق الحرب العالمية الثانية جاء فيه ما يلي :

” يعلم الله أن بريطانيا فعلت كل ما في وسعها لتفادي وقوع الحرب” و الحال أن الجميع يعلم أنها سكبت الزيت على النار.

و الثاني هو الكاتب روجي قارودي صاحب كتاب ” الأساطير المؤسسة لدولة اسرائيل ” و الذي أبرز صلب مؤلفه أن بناء دولة بني صهيون محضون بريطانيا تأسس على الأساطير و منها ما يعرف بالهولوكوست و أن التموقع في مكان الضحية هو الذي جلب للصهاينة تعاطفا عالميا زاد بنيان دولتهم قوة و صلابة.

ختام القول أن من لا يتحمل نقد الاعلاميين عليه أن لا يتعامل معهم اطلاقا أو أن يوقف التعامل معهم و ليس من حقه أن يتمتع بحلاوة ثمرة الظهور و يتوجّع من الأشواك.

لو يتخذ الاعلاميون قرارا بمقاطعتكم و حجب ظهوركم و عدم تغطية أنشطتكم فستفقدون بريقا لن تعيده اليكم قناة الزيتونة أو غيرها من وسائل اعلامكم محدودة الانتشار فكفوا عن تهديد الاعلاميين يا أحفاد البنّة.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.