نشر محامي ياسين العياري تدوينة على صفحته الرسمية الفايسبوك اثر اصدار المحكمة العسكرية ليلة امس حكما بالسجن ضد موكله ياسين العياري لمدة 3 اشهر .
و جاءت تدوينة مالك بن عمر المعروف بقربة من الرئيس السابق المنصف المرزوقي كالتالي :
“سأحدثكم عن جلسة ياسين العياري بالمحكمة العسكرية اليوم .
لست من هواة نقد الأحكام القضائية في المطلق بل أنا من أشد الناس احتراما و امتثالا للأحكام …
و لكن ..
لنتفق أولا أنني في المقابل، أرفض كل الرفض أن يمثل مدني أيا كان أمام محاكم عسكرية.
فالمحكمة العسكرية هي محكمة استثنائية بامتياز … تحكمها أعرافها و نواميسها و تبعية قضاتها العسكريين لوزارة الدفاع …
قضية ياسين انطلقت من صورة لمنشور فايسبوكي دون رابط ..دون معاينة قانونية و تم نسبه لياسين العياري ..
تم فتح بحث في الصورة و انتهى حاكم التحقيق الى اقرار تهمة الخيانة العظمى الموجبة للاعدام على معنى الفصل 60 مكرر ثالثا من المجلة الجزائية .. نعم اعدام من اجل منشور فايسبوكي … هذا مع اضافة تهمة اتيان أمر موحش في حق الرئيس و تهمة المس من معنويات الجيش بمقتضى الفصل 91 من مجلة المرافعات و العقوبات العسكرية.
المهم ….المحكمة منذ الجلسة الاولى طلبت إجراء اختبار فني للتثبت من المنشور و من نسبته لياسين العياري …
بعد أشهر …وردت نتيجة الاختبار بعدم وجود أي أثر للمنشور موضوع القضية.
إذا نحن إزاء محاكمة من اجل منشور … غير موجود حسب الاختبار الفني .. الاختبار الذي تم وفق طلب المحكمة …واضح ؟
مع العلم أن النائب ياسين العياري لم يتمسك بالحصانة و مثل أمام المحكمة و تمسك بحقه في الصمت لرفضه رفضا مبدئيا محاكمة المدنيين أمام محكمة عسكرية. (و هذا مسجل بمحضر الجلسة)
في النهاية استقر وجدان المحكمة العسكرية على إدانة ياسين العياري من أجل منشور ثبت علميا و فنيا أنه في حكم المعدوم. و انتهت الى اصدار حكمها بالسجن لمدة ثلاثة أشهر.
حاولت تبسيط مجريات القضية للرأي العام حتى يعلم القاصي و الداني أن تونس لا تزال ترزح تحت الديكتاتورية الفوضوية الناعمة.
من هذا الموقع أحمل مسؤولية هذا الحكم الظالم لكل من رئيس الحمهورية الباجي قايد السبسي و رئيس الحكومة يوسف الشاهد و وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي و جميع النواب الممثلين للشعب منذ 2012 و الذين تهاونوا في تنقيح القانون الذي يتعسف القضاء العسكري في استعماله لاحالة المدنيين.
انتبهوا ..ياسين العياري هو الثور الأبيض …و الدور آت على جميع الاحرار لا محالة.
نحن في حرب قانونية مفتوحة ضد الظلم و الاستبداد…اما أن نعيش بكرامة و إما فقضبان السجون أرحم من هكذا مذلة.
اللهم قد بلغت … اللهم فاشهد …”
شارك رأيك