الرئيسية » هجوم برلين 2016 : مذكرة توقيف ألمانية بحق تونسي يُشتبه بتواطئه

هجوم برلين 2016 : مذكرة توقيف ألمانية بحق تونسي يُشتبه بتواطئه

 

 

من الجزائر:عمّــــــــار قـــــردود

أصدرت مصالح الأمن الألمانية مذكرة توقيف بحق مواطن تونسي يشتبه بتواطئه في الاعتداء الذي استهدف سوقًا للميلاد في برلين في 2016، وأسفر عن مقتل 12 شخصًا دهسًا بشاحنة كان يقودها تونسي آخر قتل لاحقًا، كما ذكرت وسائل إعلام محلية ألمانية أمس الخميس.

ويشتبه الادعاء العام الألماني في أن التونسي “ماهر د” -32 عامًا-ينتمي الى تنظيم “داعش” الإرهابي، وأنه كان المرشد الخاص لمنفذ الهجوم أنيس العامري، وأنه هو الذي حرّضه على شن الاعتداء، بحسب ما ما ذكرت صحيفة “سودوتشي تسايتونغ” اليومية الألمانية، ومحطتا “ان دي ار” و”دبليو دي ار” التلفزيونيتان.

وأوضحت ذات المصادر أن المُشتبه به قد يكون حاليًا في ليبيا، حيث انضم لتنظيم “داعشّ الإرهابي في العام 2015، بحسب القضاء الألماني الذي يبحث عنه ليوجه إليه اتهامات تتعلق “بعضوية جماعة إرهابية والتواطؤ في القتل”.ورفضت المتحدثة باسم النيابة العامة التعليق على هذه التقارير.
وكان التونسي أنيس العامري -23 عامًا- اقتحم بشاحنته سوقًا ميلادية في برلين في 19 ديسمبر 2016 ودهس جمعًا من المارة، مما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 46 آخرين في اعتداء تبناه تنظيم “داعش” الإرهابي فيما بعد.وقُتل العامري بعد ذلك بأربعة أيام على أيدي الشرطة في شمال إيطاليا التي فر إليها.

إحباط مخطط هجوم إرهابي بسمّ “الريسين” كان سينفذه تونسيًا في ألمانيا
و في شهر جوان الماضي،أفادت صحيفة “بيلد” الألمانية أن النيابة العامة الفدرالية أعلنت أنه يُشتبه بأن يكون رجل تونسي أوقف في ألمانيا، حاول تصنيع سلاح بيولوجي خطير مستخدماً سمّ “الريسين” القاتل، لكنها أشارت إلى أنه لا يوجد ما يكفي من العناصر التي تتيح القول ما إذا كان ينوي الانتقال إلى الفعل أم لا.

وأوقف المشبوه التونسي البالغ من العمر 29 عاماً، و يتعلق الأمر بالمدعو “سيف الله. ه”، بعد أن داهمت القوات الخاصة الألمانية شقته في كولونيا الكائنة في مبنى سكني مكون من 15 طابقًا مرتدين أقنعة مضادة للغازات السامة. وبحسب بيانات الشرطة، تم وضع أطفال الزوجين تحت رعاية الجهات المختصة في مدينة كولونيا، حيث عثرت على “مواد سامة” غير معروفة، لكن تبيّن لاحقًا أنها “الريسين”.وقالت النيابة العامة الفدرالية الألمانية في بيان لها “ابتداء من منتصف ماي-الماضي- باشر (سيف الله. ه) التزوُد بالمعدات والمواد اللازمة لصنع الريسين. واشترى بشكل خاص من شركة تبيع بالمراسلة على الأنترنت ألف حبة من الريسين ومطحنة قهوة كهربائية”.

ونقلت “دوتشه فيله” عن مصدر قضائي أمس، أنه لا يوجد أي دليل على “وجود مخطط محدد لتنفيذ أي اعتداء” أو لـ “انتماء هذا الشخص إلى جماعة إرهابية”.

وكان ناطق باسم المدعي العام الألماني “أندري فاسبيندر” أكد أن المحكمة الاتحادية أصدرت قرار التوقيف الاحترازي بحق المتهم بعد ضبط مادة الريسين السامة في مسكنه. وأوضح الناطق أن الادعاء يحقق أيضًا في اشتباه مبدئي بأن الرجل كان يحضر لجريمة عنف خطيرة تهدد أمن الدولة، لكنه لفت إلى أنه ليس هناك اشتباه قوي في هذا الجانب.

وحتى الآن فإن الشخص التونسي الموقوف متهم بانتهاك القانون الألماني حول حيازة الأسلحة الحربية، لكن مع عدم وجود عناصر ملموسة عن انتمائه إلى مجموعة “إرهابية” فهو غير ملاحق بالإعداد لارتكاب اعتداء ما.ويعتبر “الريسين” السم الأقوى نباتيًا، وهو أقوى بستة آلاف مرة من “السيانور”.

ويصنف معهد الأبحاث “روبرت كوخ” هذه المادة التي يسهل الحصول عليها من بذور شجرة الخروع على أنها “مادة حربية بيولوجية محتملة”، ومن ثم فإن هناك قيودًا على تجارة وتداول المادة الخالصة بموجب اتفاقية الأسلحة الكيماوية لعام 1997، ووفق جريدتي “كولنر شتات انتسايغر” و”اكسبريس” الصادرتين بمدينة كولونيا، فإن المشتبه به ربما يكون قد دخل إلى ألمانيا في نوفمبر 2016، ولم يظهر له نشاط ملفت للشرطة. وتابعت الجريدتان أن سلطات الأمن تلقت إفادة عن الرجل وجرت مراقبته بعد ذلك حتى القبض عليه.ووفق معلومات وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، فإن السلطات لا تستبعد وجود خلفية إرهابية وراء حيازة هذه المواد.

و في مطلع جوان الجاري تمكن الشاب التونسي المشبوه من صنع كمية غير معروفة ما دفع السلطات الألمانية إلى التدخل لأنها كانت تراقبه منذ مدة و عن كثب.

وأشارت صحيفة “بيلد” أن ألمانيا تلقت بلاغًا عن المشتبه به من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” لكن مكتب الادعاء الفدرالي رفض التعليق على الأمر.واعتقل الرجل التونسي مع شريكته التي أطلقت في وقت لاحق.
وكانت السلطات الفرنسية أعلنت في ماي الماضي إفشال اعتداء بالمتفجرات أو بـــ”الريسين” في باريس. واعتقل شاب مصري في العشرين من عمره والتحقيق معه جار.ولا تزال ألمانيا في حالة تأهب تحسبًا لأي اعتداءات إرهابية بسبب عدد الهجمات الكبير التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في البلاد.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.