الرئيسية » وساطة الغنوشي لرأب الصدع بين الجزائر و المغرب..حقيقة و ليست إشاعة و هذا هو الدليل

وساطة الغنوشي لرأب الصدع بين الجزائر و المغرب..حقيقة و ليست إشاعة و هذا هو الدليل

 

 

من الجزائر : عمار قردود

سارع زعيم حركة “النهضة” التونسية راشد الغنوشي في ربيع 2018 لنفي أية وساطة يكون قد قام بها لوقف الأزمة المحتدمة آنذاك بين الجزائر والمغرب ، النفي السريع لراشد الغنوشي ، جاء بعد أن تناول موقع “ميدل إيست آي” البريطاني الذي يتحصل على تمويل قطري ، لملف الوساطة ، وتحدث عن اتصال بين راشد الغنوشي و رئيس الحكومة المغربية المنتمي لحزب العدالة و التنمية الإسلامي سعد الدين العثماني ، ثم اتصالات مع الجزائر من أجل وقف تدهور الأوضاع.

فقد إقترح راشد الغنوشي، زعيم حركة “النهضة” التونسية، قيامه بدور الوساطة بين المغرب والجزائر من أجل تصفية الأجواء و رأب الصدع و التقريب بين وجهات النظر بين الجارين و ذلك عبر الجلوس إلى طاولة الحوار و التطرق إلى جميع النقاط الخلافية التي تسببت في توتير العلاقة بين البلدين.
و أفادت مصادر إعلامية بريطانية إن زعيم التنظيم الإسلامي “النهضة” راشد الغنوشي أجرى مكالمة هاتفية قبل أيام مع رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، والوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى، من أجل اقتراح وساطة تونسية للحد من التدهور المستمر للعلاقات المغربية الجزائرية.
و بحسب ذات الموقع فقد “نفى رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني ، الذي اتصلت به ميدل إيست آي ، تلقيه أي اتصال من راشد الغنوشي”.

وكشف مصدر دبلوماسي جزائري للموقع البريطاني “ميدل إيست آي” أن الغنوشي، أبرز الإسلاميين التونسيين، تحدث مع رئيس الحكومة الجزائرية ليعرض عليه التوسط لدى “شخصيات مغربية مؤثرة”.
وأشار الموقع إلى التقارب الإيديولوجي الإسلامي بين زعيم حركة “النهضة” وحزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة المغربية، والعكس مع الجزائري أحمد أويحيى الذي يُقال إنه “يكره الإسلاميين”.

و جاء في الموقع البريطاني أنه “في يناير 2017 ، التقى أحمد أويحيى ، مدير ديوان رئاسة الجمهورية-آنذاك- ، مع الزعيم الإسلامي في تونس ، كجزء من الجهود الرامية إلى إيجاد حل للأزمة في ليبيا.
وكشفت “ميدل ايست” في ذلك الوقت أن المحادثات ركزت على وجود المنظمات الإسلامية الليبية على مائدة المفاوضات ، حيث تطالب الجزائر بقطع علاقاتها مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

“في نوفمبر 2011 ، كان راشد الغنوشي الذي ذهب إلى الجزائر للقاء الرئيس بوتفليقة وأحمد أويحي (رئيس الوزراء في ذلك الوقت) لمناقشة العلاقات الجزائرية التونسية بعد رحيل زين العابدين بن علي وانتصار النهضة في الانتخابات التشريعية.
ووفقاً للمعلومات التي جمعتها “إي إم إي” ، ورد أن رئيس الوزراء الجزائري أخبر المحاور التونسي أنه لا يرى “الحاجة إلى أي وساطة” لأنه “في المغرب لوقف حملته الإعلامية التي تستهدف الجزائر”.

“من غير المحتمل أن ينجح هذا الاقتراح” ، يصر مصدرنا في الشؤون الخارجية الجزائرية “لأن القرار بشأن الأزمة الحالية بين الرباط والجزائر العاصمة يعتمد بشكل كامل على القصر الملكي”.
وذكرت المعطيات ذاتها أن الوزير الأول الجزائري أخبر الغنوشي بأنه “لا يرى حاجة إلى أي وساطة في ظل الاتهامات المغربية المتكررة التي تستهدف الجزائر”، بحسب تعبيره.
و أوضح الموقع “إن الرئاسة تدرس مجموعة من الخيارات للرد على الحملة المغربية” ، كما يقول زرالدة (المقر الطبي لعبد العزيز بوتفليقة) لــــ MEE. “ما يفعله المغرب لا يستحق دولة تربطها الجزائر بعلاقات دبلوماسية” ، قال مصدرنا في الشؤون الخارجية. “هذا ما تم توضيحه للسفير المغربي عندما تم استدعائه. ”
استقبل نور الدين عيادي ، الأمين العام للشؤون الخارجية ، يوم الأربعاء 2 ماي الماضي ، السفير المغربي لإبلاغه برفض السلطات الجزائرية “تصريحات لا أساس لها من الصحة تشير إلى تورط الجزائر بشكل مباشر”.
تحذير يمكن اتباعه ، وفقًا لمصادرنا ، عن طريق تدابير “مثل طرد بعض الدبلوماسيين المغاربة من الجزائر ، ووقف جميع التعاون الأمني وغيرها من التدابير الأكثر شدة”.
كما طلبت الرئاسة من عبد القادر مساهل ، وزير الخارجية ، تقديم مقترحات لإعادة تأكيد وتوضيح الموقف الجزائري للأزمة الحالية. باختصار: أن الجزائر ترفض المشاركة ، كما تود الرباط ، في المفاوضات بين الصحراء الغربية والمغرب.
في الشهر الماضي ، أشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى أن الجزائر “لا تعتبر نفسها صاحبة مصلحة في التوتر الحالي” ، ومسألة الصحراء الغربية هي “مسألة إنهاء الاستعمار”.

يشير مصدر في مجلة Foreign Affairs إلى أن “الوزارة تتواصل حاليًا مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي [مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية وعمان والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وقطر]” بالتفصيل موقف الجزائر العاصمة الذي يواجه أحدث اتهامات المغرب.
“حتى أن البرقيات الدبلوماسية قد أرسلت إلى سفارات الدول العربية الرئيسية لنقل المعلومات إلى عواصمها. كما سترسل الجزائر مبعوثين في بعض العواصم العربية وتدرس الشؤون الخارجية إمكانية تنظيم سفراء الدول العربية الكبرى في مخيمات تندوف حتى يكون لديهم رؤية أكثر توافقاً مع الواقع. ”

وأضاف المصدر الدبلوماسي الجزائري أن “وساطة الغنوشي على المستوى الحكومي مآلها الفشل لأن القرار بشأن الأزمة الحالية بين الرباط والجزائر يدبر على مستوى المؤسسة الملكية وليس الحكومة”.
وتشير المعلومات المتوفرة لدى “أنباء تونس” إلى أن راشد الغنوشي مارس ضغوطًا كبيرة عبر الممول القطري لسحب مقال نشر في صحيفة “ميدل ايست آي” الإلكترونية البريطانية ، حول الوساطة، والسؤال هو لو أن التقرير الإعلامي هذا كان مجرد شائعة أو معلومة خاطئة-كما زعم الغنوشي- فما هو الدافع القوي الذي حرك الغنوشي وجعله يصر على سحب المقال أو التقرير من الصحيفة الإلكترونية البريطانية ؟ و للتأكد من ذلك هذا رابط المقال المعني:https://www. middleeasteye.net/reportages/ exclusif-rached-ghannouchi- propose-sa-m-diation-entre- alger-et-rabat-185137052

و الجواب هو الضغوط التي يتعرض لها الغنوشي في الداخل التونسي والتي تنطلق من فكرة أن زعيم حركة “النهضة”يتقمص أدوارًا أكبر من حجمه “السياسي” بكثير و يمارس أدوار بإسم الحكومة التونسية خارج اطار صلاحياته وموقعه السياسي، وقال مصدر دبلوماسي جزائري لـــ”أنباء تونس” إن الشيخ راشد الغنوشي تحدث مرتين على الاقل في موضوع التهدئة مع مسؤول جزائري كبير وبارز يرجح أنه الوزير الأول أحمد أويحي ، ونقل بين الجزائر والرباط رسائل جزائرية ومغربية للتهدئة .

الغنوشي بات غير مرغوب فيه في الجزائر فعليًا
في سنة 2017 كشف مصدر ديبلوماسي جزائري رفيع المستوى لـــــ”أنباء تونس”، أن الجزائر اعتذرت بصفة رسمية عن استضافتها لزعيم حركة النهضة- فرع جماعة الإخوان في تونس- راشد الغنوشي بالجزائر.
وذكر المصدر الجزائري، لـــ”أنباء تونس”، أن قرار السلطات الجزائرية غير المعلن والمفاجئ بعدم استقبال الرئيس الجزائري لزعيم “النهضة” التونسية راشد الغنوشي إلا للضرورة القصوى إلى التذمر الذي أبداه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي من تكليف جزائري للغنوشي بلعب دور للوساطة في الملف الليبي وهو الأمر الذي لم تنفيه الجزائر ورغم تأكيد الغنوشي أن “الرئيس السبسي على علم بكافة تحركاته الأخيرة”.

و هناك تسريبات أخرى أشارت إلى أن الرئيس السبسي يعتقد أن الجزائر تنظر إلى الغنوشي هو الرئيس الفعلي لتونس وليس السبسي.
و لعلى ما يؤكد صحة ذلك هو انقطاع ملحوظ ولافت لراشد الغنوشي عن زيارة الجزائر منذ عدة أشهر على غير العادة وهو الذي كان يؤدي زيارة مجاملة وأخذ النصح والمشورة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كلما حل بالجزائر.
واستقبل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، زعيم إخوان تونس راشد الغنوشي 7 مرات خلال 6 سنوات، كان آخرها في 22 يناير 2017.

الغنوشي طلب مقابلة بوتفليقة و الرئاسة الجزائرية ترفض
و كشف مصدر ديبلوماسي جزائري مطلع لــــ”أنباء تونس” أن راشد الغنوشي تقدم بطلبين متتاليين لمقابلة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة كما جرت العادة،لكن طلب الغنوشي قوبل بالرفض من طرف الرئاسة الجزائرية التي إعتذرت عن طلبه بلباقة و بررت ذلك بأن “الوضع الصحي و أجندة الرئيس لا تسمحان بتحديد أي موعد للقاءكم لا في الوقت الراهن و لا في المستقبل القريب”.
و كان راشد الغنوشي قد تقدم بطلبيه لعرض وساطته على القيادة الجزائرية التي إتخذت قرارًا منذ أزيد من سنة و نصف ينص على رفض ترتيب أية لقاءات ثنائية بين بوتفليقة و راشد الغنوشي مستقبلاً تلافيًا لأية ردة فعل غاضبة من القيادة التونسية التي أبدت تذمرها الشديد من المكانة المرموقة التي كان يُحظى بها راشد الغنوشي لدى الرئيس الجزائري الذي كان قبل ذلك يستقبل الغنوشي أكبر من أية شخصية سياسية أخرى.و كذلك بعد أن إحتجت الرئاسة التونسية لدى نظيرتها الجزائرية و هو الأمر الذي كشفت عنه “أنباء تونس” في آنه و إنفردت به.
و منذ أزيد من عام و نصف لم يزر راشد الغنوشي الجزائر و هو ما يؤكد صحة ما كشف عنه الديبلوماسي الجزائري بالرغم من تفنيد الغنوشي لذلك جملة و تفصيلا.
فقد أكّد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أنّ الأخبار التي راجت مؤخرًا-في 2017-حول “منعه من لقاء الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وتحرّج رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي من هذه المقابلات المتكرّرة لا أساس لها من الصحة”، معلنًا اعتزامه زيارة الجزائر قريبًا-لم يتم ذلك حتى الآن-.
وأكّد راشد الغنوشي في حوار أجراه مع صحيفة الشروق الجزائرية في أوت 2017، أنّ “الترويج لقطع لقاءاته مع عبد العزيز بوتفيلقة “محض اختلاق ودسّ رخيص”، مضيفًا أنّ “هذه الأباطيل لا يصدقها أحد يعرف طبيعة العلاقة العميقة التي تربطني بالأخ الرئيس بوتفليقة ومع عموم المسؤولين الجزائريين، ما أعلمه يقينًا كذلك، أن علاقة الرئيس الباجي مع الرئيس بوتفيلقة متينة وتاريخيّة، وهي فوق هذه الترّهات التافهة”

واعتبر الغنوشي أنّ هذه “الشائعات ترمي عبثًا إلى الوقيعة بينه وبين بوتفليقة، وتريد التشويش على العلاقات المميزة بين البلدين”، مشدّدا على “استمرار علاقاته مع الجزائر بما يخدم المصالح المشتركة ، مُعلنًا عن زيارة قريبة سيقوم بها إلى “الجارة الكبرى” ريثما تكون الظروف مواتيةً، في انتظار أن ينتهي المسؤولون من إجازاتهم السنويّة”.وأفاد الغنوشي بأن زيارته المرتقبة “ستكون على غرار الزيارات السابقة، حيث سيلتقي الرئيس الجزائري وعددًا من المسؤولين”.لكن و منذ ذلك التاريخ لم يزر الغنوشي الجزائر لأسباب تبقى غير معروفة و إن كانت تؤكد ما تطرق إليه موقع “أنباء تونس” في آنه.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.