صحيح أن لكارثة وفاة 12 رضيعا في أقل من يومين مركز التوليد وطب الرضيع وسيلة بورقيبة بمستشفى الرابطة بتونس وقع جلل في نفوسنا، ولكن المطلوب أن لا نرجم الناس بالغيب وننتظر أعمال لجنة التحقيق المرتبطة بنتائج تحاليل معقدة، وبعدها نحكم على الأشياء من منطلق علمي.
بقلم وليد البلطي *
في صبيحة يوم 11 مارس 2019، قامت وزيرة الصحة بالنيابة، سنية بالشيخ، بمنتدى صحفي، بينت فيه من خلال الإجابة على تساؤلات الصحفيين، بعض الفرضيات العلمية التي قد تكون سببا في المصاب الجلل الذي جد في مركز التوليد وطب الرضيع وسيلة بورقيبة بمستشفى الرابطة بتونس، حيث توفي 12 رضيعا يومي 7 و 8 مارس، وقد كانت مداخلتها، من خلال إستعمال كلمات تقنية وطبية وتفسيرها بلغة مبسطة، بمتناول عامة الناس، وكان انذاك الفتيل مشتعلا بصفحات الفايس بوك : إتهامات ما أنزل الله بها من سلطان على، غرار “حافظة درسها !” أو “اش تعرف في الحكايات هذه ماهي متاع رياضة وشباب”.
وعادت بي الذاكرة الى الوراء، لما تم تعيين الدكتورة سنية بالشيخ على رأس وزارة الشباب و الرياضة، حيث قال الكثيرون أنها لن تفقه شيئا في مجالي الشباب و الرياضة لأنها طبيبة.
والعجيب في الأمر أنها تتهم اليوم بعدم فقهها بالأمور الطبية من قبل نفس تلك الشرذمة الفاسبوكية، متجاهلين أن المعنية هي في الأصل طبيبة، وكلفت في السابق بتفقدية وزارة الصحة، دون أن أذكر الكثيرين أنها شغلت خطة كاتب دولة بوزارة الصحة، فبغض النظر عن منصبها السياسي، فالمعنية بالأمر ستظل طبيبة رغم أنف الكثيرين ومقارنة بباقي المواطنين الذين أفتى بعضهم في القضية عن جهل مدقع فهي تعد من أهل الإختصاص.
صحيح أن وقع الكارثة كبير في أنفسنا كبشر، لكن علينا أن لا نرجم الناس بالغيب وننتظر أعمال اللجنة المرتبطة بتحاليل معقدة، وبعدها نحكم على الأشياء من منطلق علمي.
فلنتخلى عن صراعاتنا وعقدنا السياسية والمجتمعية في هاته المناسبة، لعل وعينا يستقيم من منظور وطني، لأن اليوم، بعد أن خسرنا الكثير، لابد ان نتجند لنحافظ على المتبقي في هذا الوطن لغاية الإنطلاق في إصلاح حقيقي للمنظومة الصحية والمنظومة الإجتماعية والسياسة النقدية وغيره مما ينتظرنا و ينظر فلذات أكبادنا.
* خبير قانوني.
مقالات لنفس الكاتب بأنباء تونس :
بعد مأساة وفاة الرضع بمستشفى الرابطة : إسألوا أيضا عن الحليب الإصطناعي…
شارك رأيك