الرئيسية » قرار الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا و موقف تونس المتوازن

قرار الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا و موقف تونس المتوازن

تصويت تونس أمس لفائدة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحرب في أوكرانيا يبدو مبدئيا و رصينا و متزنا حيث لا يجوع الذئب و لا يشتكي الراعي و تحفظ الدولة التونسية مصالحها الحيوية في عالم بدأت تتعدد فيه أقطاب القوة و لا اختيار للدول الصغيرة سوى السعي إلى استرضاء هذه القوى وهو ما يستوجب حركية و مرونة ديبلوماسية كبيرة كما يؤكده كاتب المقال.

بقلم سعيد الخزامي *

بتصويتها، الأربعاء 2 مارس 2022، لفائدة قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن الحرب في أوكرانيا بحثت تونس عن التوازن في موقفها الرسمي من الحرب. لعبت على حبليْن، فشجبت “العدوان الروسي على أوكرانيا” وأيّدت في الوقت نفسه الحث على التوصل إلى حل سلمي وفوري للمشكلة.

ومع ما يبدو من أن تونس قد تبنت بهذا التصويت وجهة النظر الغربية فإنها لم تترك فرصة لمن يمكن أن يقول إنّ الهجمة العسكرية الروسية على أوكرانيا ليست عدوانا، فهي عدوان بكل المعايير، لكن قبول تونس لعبارة “العدوان” في الجمعية العامة ليس له الأثر الديبلوماسي الذي يحرجها مع الروس فيما أنه يضمن لها رضى الدول الغربية حفاضا على مصالحها معها وبينها زيادة الاقتراض من صندوق النقد الدولي…

ولم تغفل تونس عن أن تبكي على همها كما هو واضح من بيان وزارة الخارجية المفسر لأسباب التصويت على القرار بإشارته إلى أنّ “العالم لا يمكنه تحمّل مزيدا من الأزمات بحجم حرب أوكرانيا وخطورتها” كما لو أن لسان حالها يقول إن وضعها الاقتصادي المتردي عانى من الفساد وسوء الإدارة ثمّ من تداعيات جائحة كورونا لتأتي هذه الحرب فتزيد من متاعبه.

في الوقت نفسه يبدو تصويت تونس على قرار الجمعية العامة فيه الوعي بأن القرار يفيد في حملتها لإعادة التونسيين المقيمين في أوكرانيا مادام قد “طالب جميع الأطراف بالسماح بالمرور الآمن وغير المشروط للمدنيين والمنظمات الإنسانية”…

موقف تونس، كما يبدو، مدروس بعناية هذه المرة، لكن قرار نيويورك ستدوس عليه دبابات روسيا على الأرجح وسيذهب إلى التجاهل.

* صحفي و كاتب.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.