تونس : وزراء أم “قشارة”؟ الدولة في مهب الريح !

ما هو مصير وزراء تونس بعد مغادرتهم و أحيانا بعد سنة أو أقل من سنة من تعيينهم في ظروف غامضة و بآليات تتسم بالضبابية و انعدام الشفافية ؟ أين ذهبوا وكيف يعيشون الآن في تونس أو خارجها؟

بقلم رؤوف الشطي

منذ الثورة “العظيمة” التي يعيش الشعب كل لحظة وفي كل مكان في تونس علي وقع نتائجها الوخيمة في كل الميادين، شهدت الحكومات التي توالت علي البلاد (زهاء 11 حكومة في 11 سنة) قدوم أكثر من 400 وزيرا او مستشارا برتبة وامتيازات وزير، إلى الحد الذي أصبحت فيه خطة وزير مبتذلة ومضحكة…

من ضمن هؤلاء قليل منهم يستحق فعلا رتبة وزير… و من ضمنهم من كان يشغل خطة أخرى في تونس وفيهم من قدم من الخارج مضحيا حسب قوله بالغالي والنفيس في خدمة الوطن… و لم يطلب منهم أحد في الوطن ذلك…

السؤال الآن هو التالي : ما هو مصير هؤلاء الوزراء بعد مغادرتهم و أحيانا بعد سنة أو أقل من سنة من تعيينهم في ظروف غامضة و بآليات تتسم بالضبابية و انعدام الشفافية ؟ أين ذهبوا وكيف يعيشون الآن في تونس أو خارجها؟

هنالك منهم من أصبح يقتات من محاضرات يقدمها في الخارج مقابل فتات… دون اعتبار منهم لهيبة الدولة التونسية… فمعظمهم يجهلون أو يتجاهلون قانون الوظيفة العمومية الذي يحجر صراحة على كل عون عمومي ممارسة أي مهام بالأجر عند خروجه من وظيفته في الدولة وبالخصوص إذا كانت مهمته الجديدة مرتبطة بالمهام التي كان يمارسها في الدولة…

فالوزير أو كاتب الدولة أو المدير العام يبقي أولا وآخرا موظفا ينطبق عليه قانون الوظيفة العمومية…

هنالك من هؤلاء الوزراء المسرحين من يعمل الآن في دول أجنبية… علما أن الدولة التونسية لا تعلم أي شيء بخصوصه ولا بخصوص نوع العمل الذي يقوم به!

من الضروري القيام بجرد في الغرض لأن الموضوع يمس أساسا بهيبة الدولة وصورتها ويعطي انطباعا سلبيا حول أعوانها وحول مصداقيتهم ومصداقيتها ! من الضروري وضع حد لهذه الفوضى و هذا الخور حفاظا على ما تبقى من هيبة الدولة و نواميسها.

سفير سابق.

شارك رأيك

Your email address will not be published.