التونسي وانفصام الشخصية : في أسباب التردي المريع للأوضاع في تونس

من السمات البارزة للتونسي بصفة عامة تناسي مسؤولياته و إلقاء مسؤولية فشله علي محيطه والميل الى انتقاد كل شيء… فهو يبرع في تقريض غيره ويذهب إلى سبه وشتمه (بطبيعة الحال من وراء ظهره و في غيابه) … أحيانا بموجب واه وغالبا دون أي موجب… وهو ما ينم عن ضعف الشخصية و غياب الاحساس بالمسؤولية.

بقلم رؤوف الشطي

مهما كانت الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها التونسيون، وكذلك أينما تذهب، في تونس أو خارجها، تلاحظ هذه السمات لدى الأغلبية منهم… وغالبا عند كل تونسي تحادثه أو تتعامل معه… فهو كثير التشكي والتباكي والسؤال و لا يعجبه أي شيء… يبدو مهووسا بعقلية السلبية ويعتقد جازما ان محيطه مليء بالذئاب التي تترصده و تتأمر عليه… بينما الأصلح له و المجتمع ز البلاد يكمن في مجابهة مصاعب الحياة اليومية و تشغيل عقله لإيجاد الحلول قبل التباكي على عجزه مجابهتها ة لكي يفرض وجوده بالعمل والاجتهاد والبذل والعطاء، و ليس “بالتكمبين” و”تخديم المخ” و السعي نحو أيسر السبل و في الغالب أسوئها و أقذرها مثل العمل على إفشال مساعي البناء و التقدم…

هذه العقلية السلبية تسيطر على التونسي وترسم حياته وتسيطر عليها، وهي نبراسها وميزانها منذ عشرات السنين… و ما وصلت إليه البلاد من انحدار و تخلف هو نتيجة طبيعية و مباشرة لاستفحال هذه العقلية و سيطرتها على كل أوجه حياتنا…

هذه العقلية المرضية تفاقمت وازدادت بقوة في العشرية الأخيرة التي تلاشت فيها كل القيم بعد تفتت السلطة وشيوع فكر “الحوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت” و “اركب لاتمنك” (أي افتك قسمك قبل أن يفوت الأوان)، و “روحي روحي و لا ينصر من صبح”، و غيرها من التعابير الدارجة في لغتنا الشعبية و التي تشي بما نحن عليه من انتهازية و ضعف إرادة و الأنانية و تفضيل للأساليب الملتوية على الجهد و العمل و البذل و فرض الذات بأسلوب إيجابي بناء…

ما نشاهده في هذا الصدد عند الأفراد نشاهده أيضا في ما يسمي بالأحزاب والجمعيات والإعلام … كلها في الواقع حوانيت وأصول تجارية لتدبير الراس والوصول إلى المناصب والمنافع وجمع أكثر ما يمكن من المغانم و أقل ما يمكن من الجهد…

هذا هو واقعنا التعيس البائس… لم يفرضه علينا أحد بل فرضناه على بعضنا البعض و قبلناه بما لدينا من غباء جماعي ولن يتغير أي شيء في حياتنا طالما بقيت الأمور علي حالها…

لذا لا تسأل عن الفساد والفساد يحيط بك من كل جانب وهو معشش في عقلك ونفسك ومحيطك… وحتى الذين قالوا انهم يخافون الله تبين بعد عشر سنوات من حكمهم “الرشيد” أنهم أكبر الكذابين و المنافقين ة الفاسدين و المفسدين في أرض الله … لقد كانوا ولا يزالوا أخطر ظاهرة علي توازن المجتمع ونموه…

سفير سابق.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.