ماذا ننتظر لوضع حد لإزعاج الدراجات النارية فائقة الصوت في تونس؟

الضجيج قد لا يزعج بعض التونسيين لكنه يزعج الكثير منهم و خاصة الذين يعانون من أمراض عصبية لأن أحوالهم تتعكر بسبب كل انواع الضجيج و منها الصادر عن المحركات بكل أنواعها و منها محركات الدراجات النارية الضخمة فائقة الصوت التي تشكل خطرا على حياة الناس بسبب تهور بعض سائقيها.

بقلم سهام ابن عبيد

ما الذي تنتظره الدولة في تونس لوقف سيرك الدراجات النارية فائقة الصوت وسائقيها المجانين غير المحترمين وغير الواعين؟ أن يفقد الناس سمعهم كليًا أو جزئيًا؟ لأنه ليس لدينا ما يكفي من المشاكل الصحية للتعامل معها وليس لدينا ما يكفي من الأمراض ؟! هل لأنه يعتمد على خدماتنا الصحية في القمة ربما وعلى مستشفياتنا فائقة التجهيز والتنظيم والأموال التي تتدفق في خزائننا ؟!

أم أنه يعول على الصحة الجيدة جدًا لهؤلاء المواطنين الذين أصابهم الضعف والجوع وسوء التغذية ونوعية حياة متردية ؟! حتى نضيف جرعة جديدة من الصمم إليهم ونجهز أجيالاً جديدة من المعاقين ستعيش حياة صعبة أكثر من ذلك وسيكونون هم أنفسهم أعباء جديدة على البلاد!

مئات الديسيبل من الزئير والقصف المؤلم

فما الذي ننتظره لسن قوانين عاجلة لحظر ألعاب التعذيب هذه على المواطنين المساكين الذين هم نحن ؟! قوانين قاسية حيث لا تسامح، حيث من يجرؤ على الإضرار بحياة الآخرين وصحتهم ورفاههم من خلال مئات الديسيبل من الزئير والقصف المؤلم، يجب إيقافه على الفورو دون تأخير وضبط وسيلته على الفور وإدانته.

ماذا نترك في سلبية الدولة هذه للمواطن منزوع القدرة الذي يضرب ليل نهار بهذه الأصوات التي لا تطاق؟ ماذا يفعل، أين يذهب، إلى أين؟

كم من الوقت يستمر العذاب العام؟ لماذا نحن دائما بطيئين في رد الفعل؟ حتى عن طريق نسخ ما يفعله الآخرون، يمكننا بالفعل التقدم قليلاً! لمذا لا ينظر المسؤولون إلى تجارب الدول الأخرى في هذا المجال: لسنا الوحيدين الذين يواجهون هذه التجاوزات من فئة راكبي الدراجات النارية.

راكبو الدراجات النارية الذين يتصرفون بأنانية وفي أشد الجهل و الغباءً، في تماشي مع فقدان الوعي والانحطاط العام لبلد بأكمله وشعب بأكمله. إنهم يعرضون حياة الناس وحياتهم للخطر، ويقللون من جودة الحياة من حولهم، ويسببون اضطرابات مختلفة لن نتمكن من قياس مداها قريبًا.

ما مقدار العمل الذي يجب أن تقطعه بسبب هذه الضوضاء الضارة ومقدار التوتر والقلق الذي يجب أن يتراكم عليك؟

سباقات الفرمولة واحد في الأماكن العامة

ما الذي ما زلنا ننتظره لنتصرف وبسرعة ضد كل هذا ؟! هل الأمر متروك للمواطن في موقعه الذي عليه العمل وكتابة القوانين وتطبيقها؟ لكن إلى أين نحن ذاهبون؟! كم عدد الأطفال، كم عدد المسنين، كم عدد البشر الذين يجب على أن نزعجهم و ان نسبب لهم الأذى وربما فقدان السمع وبالتأكيد أيضًا صعوبات نفسية وعقلية؟

هل يجب أن نستمر في هذه السياسات المتخلفة المتمثلة في التخلي عن المبادرة وانتظار تغيير الأشياء من تلقاء نفسها وأن يصبح المتنمرون مواطنين صالحين مليئين بالحكمة والاحترام بمفردهم أو انتظار ان تتعطل او تتحطم هذه الدراجات النارية من تلقاء نفسها أو انتظار ان يكون الجو باردًا في الشتاء مما يمنعهم من الخروج للتجول في الشوارع فيما يشبه سباقات الفرمولة واحد وبالتالي عودة في الصيف أو أو … ونبقى مكتوفي الأيدي.

هل هناك إجابات لكل هذه الاسئلة ؟؟

مواطنة.

شارك رأيك

Your email address will not be published.