حزب العمال/ ذكرى أحداث 9 أفريل تحافظ على راهنية مطالبها: افتكاك الحرية، ضد الاستبداد و ضد برلمان الدمى المتحركة…

تمرّ اليوم 85 عاما على أحداث 9 أفريل 1938، تلك الأحداث الدامية التي قابلت منذ يوم 8 أفريل بين التونسييين والإدارة الاستعمارية الفرنسية التي واجهت بالحديد والنار المتظاهرين العزّل الذين خرجوا للاحتجاج على القهر والقمع ومصادرة السيادة ونهب مقدرات البلاد. لقد خرج التونسيون رافعين شعارات:”يسقط نظام الامتيازات”،”برلمان تونسي”، وهي شعارات تلخص مطالب الشعب الاجتماعية والسياسية والوطنية. لقد سقط في تلك الأحداث الشهداء وتم اعتقال عشرات النشطاء كما تم تصعيد الممارسات القمعية للمقيم العام وإدارته الاستعمارية مما جذّر وعي الشعب وصهر إرادته وبلور مطالبه التي ربطها عضويا بمطلب الاستقلال والتحرير.


إنّ حزب العمال إذ يحيي ذكرى أحداث 9 أفريل المجيدة كجزء من ملاحم نضال شعبنا ضد الاستعمار ثم ضد دولة الاستبداد، فإنه يعتبر أنّ:

  • شعارات 9 أفريل مازالت تحافظ على راهنيتها باعتبار مصادرة حقوق الشعب وحرياته من قبل نظام الاستبداد الدستوري في عهدي بورقيبة وبن علي، وأخيرا ضرب مكسب الحرية الذي عمّده الشعب بتضحيات الأجيال من قبل الانقلاب الشعبوي.
  • افتكاك الشعب الحرية السياسية بعد الثورة وفرض الانتخابات العامة الحرة لم يكن بعيدا عن عملية تدمير منهجي من قبل لوبيات الفساد والنفوذ القديمة والجديدة، المحلية والخارجية التي وضعت أياديها على العملية الانتخابية والمؤسسات الناتجة عنها وخاصة البرلمان الذي تحوّل إلى فضاء تهريج وسمسرة بما سهّل على قيس سعيد تجميده وحلّه.
  • برلمان الدمى المتحركة الناتج عن الدستور اللاشرعي الذي وضعه قيس سعيد بنفسه ولنفسه لتشريع حكمه الفردي المطلق، والذي قبل المتقدمون إليه والفائزون بعضويته بعملية تجريده من مهامه ونزع صفة السلطة عنه، إنما يعيد طرح مطلب حق الشعب في أن تكون له سلطة تشريعية تعبّر عن إرادته وطموحاته، مثل حقه في دستور جمهوري ديمقراطي ومؤسسات شرعية وحياة ديمقراطية ضمن خيارات اقتصادية واجتماعية وطنية تنبني على العدالة وتضمن الكرامة، هي مطالب عاجلة لشعبنا في خضمّ نضاله ضد منظومة الانقلاب والاستبداد والفساد والتبعية والتطبيع التي اغتصبت السلطة والحكم.

تونس في 9 أفريل 2023

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.