نور ابنة الوزير الأسبق رياض المؤخر، حاليا بسجن المرناقية تتوجه برسالة مفتوحة الى رئيس الحمهورية

ننقل هنا الرسالة المفتوحة التي توجهت بها نور المؤخر الى رئيس الجمهورية كما وردت علينا. الرسالة تزامنت مع عيد الآباء يوم الأحد الماضي:

بِـسم الله الْـرَّحْـمَـن الْـرَّحِـيـمْ

يَوْمِ الْأحَدْ 18 جوَانْ 2023

رِئاسَةُ الْـجُـمْـهُـورِيَّـةِ الْـتُّـونـسِـيَّـةْ

وَزَارَةُ الْـعَـدْل. تُـونِـسْ

رِسَـالَةٌ مَـفْـتُـوحَـةٌ لِـسِـيَـادَةِ رَئِـيـسِ الْـجُـمْـهُـورِيَّـةِ الْـتُّـونِـسِيَّـةْ

سَـيِّـدِي رَئِـيـسُ الْـجُـمْهُـورِيَّـةْ

فِـي يَـوْمِ الْأحَـدِ هَـذَا -يَـوْمَ عِـيـدِ الْآَبَـاءْ-، إِسْـمَـحُـولِي ،سَـيِـدِي الْـرَّئِـيـسْ، أَنْ أَتَـوَجَّـهَ إِلَـيْـكُـمْ بِـالْـبِـضْـعَـةِ أَسْـطُــرِ الْآَتِـيَـةْ

الْـيَـوْمَ نَـحْـتَـفِـلُ بِـعِـيـدِ الْآَبَـاءْ. يَـوْمٌ نُـكَـرِّمُ فِـيـهِ شَـخْـصِـيَّـات لِـقَـامَاتٍ أَبَـوِيَّـةٍ بَـارِزَةِْ، بِـفِـعْـلِ الْـقُـوة الْـتِـي تَـنْـشُـرُ بِـهَـا فِـي حَـيَـاتِـنَـا فَـيْـضًـا هَـائِـلًا مِـنَ الْـحُـبِّ وَ الْـتَّـفَـانِـي. بَـيْـدَ أَنَّ هَـذَا الْـيَـوْمَ، قَـدْ صَـارَ بِـالْـنِّـسْـبَـةِ لِـي يَـشُـوبُـهُ قَـدْرٌ كَـبِـيـرٌ مِـنَ الْـحُـزْنِ وَ الْـمَـرَارَةْ. ذَلِـكَ لِأَنَّ وَالِـدِي رِيَـاضْ الْـمُـؤخَّـرْ مُـغَــيَّـبٌ عَـنْ بَـيْـتِـنَـا وَ عَــنْ حَـيَـاتِِــنَـا

سَـيِّـدِي الْـرَّئـيـسْ

أنا مقْـتَـنِـعَـةٌ تَـمَـامَ الْإِقْـتِـنَـاعِ أنَّـكُـم تَـتَـفَـهَّـمُـونَ مَـدَى أَهَـمِـيَّـة الْـدَّوْرِ الْأَسَـاسِـي الْـذِّي يُـمْـكِـنُ لِـلْأَبِ أن يًـلْـعَـبَـهُ فِـي الأُسْـرَةْ

مِـنْ هَـذَا الْـمُـنْـطَـلَـقٌ، أسْـمَـحُ لِـنَـفْـسِـي أنْ أطْـلُـبُ مِـنْ سِـيَـادَتِـكُـم بِـصِـفَـتِـكُـمْ رَئِـيـسًا لِـلْـدَّوْلَـةِ الْـتُّـونِـسِـيَّـةْ، وَ كَـذَلِـكَ أيْـضًا أبًا لِـعَـائِـلَـةْ، أَنْ أَلْـفِـتَ إِنْـتِـبَـاهَـكُـمْ إلَـى مِـلَـفِّ وَالِـدِي الْـذِّي تَـمَّ إِعْـتِـقَـالَـهُ مِـنْ مَـنْـزِلِـنَـا مُـنْـذُ27 فبـفْـري 2023 وَالْـذِّي لَا يَـزَالُ رَهْــنَ الْإِعْـتِـقَـالِ مِـنْـذُ ذَلِـكَ الْـتَّـارِيـخْ رَغْـمَ عَــدَمِ ثُـبُـوتِ الْـتُّـهَـمِ الْـمُـوَجَّـهَـةِ إِلَـيهْ

Le poète Lamartine a écrit : “Un seul être vous manque et tout est dépeuplé »

كَـتَـبَ الْـشَّـاعِـرُ لَامَـارْتِـيـنْ ” كَـائِـنٌ وَاحِـدٌ تَـفْـتَـقِـدُهُ، فَـتَـفْـتَـقِـدُ كُـلَّ شَـيْـئٍ، وَ يَـتَـصَـحَّـرُ حَـوْلَـكَ الْـوُجُـود بِـأَكْـمَـلِـه

سَـيِّـدِي الْـرَّئِـيـسْ،

أنَا لَـسْـتُ شَـاعِـرَةً، ولَـسْـتُ أُحِـبُّ وَلَا حَـتَّـى أَعْـرِفُ كَـيْـفَ يُـمْـكِـنُـنِـي أَنْ أُعَـبِّـرَ عَـنْ عَـمِـيـقِ مَـشَـاعِـرِي. بَـلْ أَنَـا لَا أَعْـتَـقِـدُ أَصْـلًا أنَّ الْـلُّـغَـةَ الْـبَـشَـرِيَّـةَ لَـدَيْـهَا مِـنَ الْـكَـلِـمَـاتِ وَ الْـعِـبَـارَاتِ مَـا يُـمَـكِّـنُـهَـا مِـنْ وَصْـفِ مَـشَـاعِـرِي. لَـكِـنَّـنِـي مِـنْ نَـاحِـيَـة أُخْـرَى، فَـأنَـا كَـمُـوَاطِـنَـةٍ تُـونِـسِـيَّـةْ، لَـدَيَّ إيـمَـانٌ عَـمِـيـقٌ بِـمَـبْـدَئِ الْإنْـصَـافِ وَ الْـعَـدَالَـةِ الْـذِّي يُـمَـيِّـزُ أُمَّـتَـنَـا. أنْـقُـلُ إلَـى سِـيَـادَتِـكُـمْ الْـيَـوْمَ ذَلِـكَ، لَـيْـسَ فَـقَـطْ بِـصِـفَـتِـي إِبْـنَـةُ رِيَـاضْ الْـمُـؤَخَّـرْ، وَ لَـكِـنْ أَيْـضًـا كَـمُـوَاطِـنَـةٍ تُـونِـسِـيَّـةٌ مُـدْرِكَـة لِـمَـدَى أهَـمِّـيَّـةِ قَـرِيـنَـةِ الْـبَـرَاءَةِ وَ سِـيَـادَِة الْـقَـانُـونْ. تَـدَرَّبْـتُ عَـلَـى ذَلِـكَ الْـمَـبْـدَئ كَـمُـحَـامِـيَـةْ، وَ أَحْـسَـسْـتُ بِـهِ -عَـلَـى غِـرَارِ وَالِـدِي- مِـنْ خِـلَالِ الْـمُـشَـارَكَـةِ فِـي الْـحَـيَـاةِ الْـمَـدَنِـيَّـةْ.

لَـقَـدْ تَـابَـعْـتُ عَـن قُـرْبٍ لَـيْـسَ فَـقَـطْ مَـسِـيـرَتَـهُ كَـطَـبِـيـبٍ، وَ لَـكِـنْ أيْـضًا تَـجْـرِبَـتَـهُ وَ خِـبْـرَتَـهُ الْـسِّـيَـاسِـيَّـةْ. -قََــوْسٌ قَـصِـيـرٌ وَ مُـكَـثَّـفٌ فَـتَـحَـهُ بِـنَـفْـسِـهِ عَـلَـى نَـفْـسِـهِ فَـقَطْـ بِـوَازِعِ خِـدْمَـةِ الْـوَطَـنِ لَا غَـيْـر، وَ ذَلِـكَ بُـعَــيْـدَ نَـسَـائِمِ الْـحُـرِّيَـةِ الْـتِـي هَـبَّـتْ عَـلَـى تُـونِـسَ إِثْـرَ أَحْـدَاثِ 2011. ثُـمَّ مَـا لَـبِـثَ أنْ أَغْـلَـقَ هَـذَا الْـقََـوْسَ بِـنَـفْـسِـهِ أَيْـضًـا فِـي 2019

وَ مُـنْـذُ ذَلِـكَ الْـتَّـارِيـخْ، يَـكُـونُ وَالِـدِي قَـدْ وَضَـحَ حَـدًّا وَ نُـقْـطَـةَ نِـهَـايَـةٍ لِـجَـمِـيـعِ أنْـشِـطَـتِـهِ الْـسِّـيَـاسِـيَّـةِ لِـيُـعِـيـدَ مُـجَـدَّدًا الْـتَّـفَـرُّغَ الْـتَّـام لِـمَـسِـيـرَتِـهِ الْأَصْـلِـيَّـةِ كَـطَـبِـيـبٍ مُخْـتَـصٍّ فِـي الإِنْـعَـاشِ وَ الْـتَّـخْـدِيـرْ

إِنْـهَـمَـكَ فِـي مُوَاصَـلَـةِ مَـسِـيـرَتَـهُ الْـمِـهَـنِـيَّـةِ الْأَصْـلِـيَّـة هَـاتِـهِ، الْــتي كَــانَ قَـدْ بَـدَأَهَـا بِـالْـمُـسْـتَـشْـفَـى الْـعَـسْـكَـرِي كَـمُـسَـاعِـدٍ لِـرَئـيـسِ مَـصْـلَـحَـةِ الإنْـعَـاشْ. بِـنَـفْـسِ الْـتَّـفَـانِـي وَالْإِلْـتِـزَامْ، مُـخَـاِطرًاً بِـصِـحَّـتِـهِ وَ حَـيَـاتِـه، مُـبَـاشَـرَةً عَـلَـى خَـطِّ الْـمُـوَاجَـهَـةِ الْأَوَّلِ فِـي الْـقِـتَـالِ مِـنْ أَجْـلِ مُـسَـاعَـدَةِ بَـنِـي وَطَـنِـهِ وَ إِنْـقَـاذِ حَـيَـاتِـهِِم

عَـهِـدَهُ الْـجَـمِـيـعُ مِـنْ أَبْـرَزِ الْـجُـنُـودِ الْـبِـيـضِ الْـشُّـجْـعَـانْ الْـذِيـنَ تَـصَـدَّوْا، وَ وَاجَـهُـوا وَبَـاءَ “كُـوفِـيـدْ” الْـمُـدَمِّـرْ حَـتَّى هَـزَمُـوه. كَـانَـتْ هَـاتِـهِ الْـمِـهْـنَـةُ الْـغَـنِّـيَّـةُ الْـتِّـي إِخْـتَـارَهَـا وَالِـدِي، -وَ كَـثِـيـرًا مَـا إِفْـتَـخَـرَ بِـهَـا رَغْـمَ حَـسَـاسِـيَّـتِـهَـا وَ مَـخَـاطِـرَهَـا الْـجَـمَّـةِ-، فِـي قَـلْـبِ الْـعَـدِيـدِ مِـنَ الْـمُـنَـاقَـشَـاتِ بَـيْـنَـنَـا. أَخُـصُّ بِـالْـذِّكْـر، فِـي تِـلْـكَ الْـفَـتْـرَةِ الْـتِـي وُضِـعَ فِـيـهَـا وَالِـدِي قَـيْـدَ الإقَـامَـةِ الْـجَـبْـرِيَّـةِ فِـي الْـسَّـادِسِ مِـنْ أُوتْ 2021 فِـي ظِـلِّ غِـيَـابِ أَيِّ مُـبَـرِّرٍ أَوْ أَيِّ إِسْـتِـدْعَـاءٍ وَ لَا حَـتَّـى أَيِّ وَثِـيـقَـةٍ كَـانََـتْ

خِـلَالَ هَـاتِـه الْـفَـتْـرَةِ الْـمُـثِـيـرَةِ لِـلْـقَـلَـقْ، سَـعَـيْـنَـا بِـكُـلِّ جُـهْـدٍ، -لَـكِـنْ دُونَ جَـدْوَى- فَـهْـمَ أسْـبَـابَ هَـذَا الْـقَـرَارْ. أَنَـا بِـالْـخُـصُـوصِ مِـنْ حَـيْـثُ وِجْـهَـةِ الْـنَّـظَـرِ الْـقَـاانُـونِـيَّـةْ، أَمَّـا وَالِـدِي فَـبِـالَْخُـصُـوص مِـنْ خِـلَالِ تَـقْـيِـيـمِ وَ إِعَـادَةِ تَـقْـيِـيـمِ مُـشَـارَكَـتَِهِ فِـي الْـحُـكُـومَـةْ. قُـمْـنَـا مَـعًـا فِـي هَـذَا الْـصَّـدَدْ بِـتَـمْـشِـيـطِ كُـلِّ الْـخُـطُـوَاتِ، وَ الْإِجْـرَاءَات، وَ الْـبْـرُوتُـوكُـولَاتِ الإدَارِيَّـة وغَـيْـرِهَـا

بَـعْـدَ 65 يَـوْمًا، وَ 66 لَـيْـلَـةً بِـالْـتَّـمَـامِ وَ الْـكَـمَـالِ، مِـنْ عَـدَمِ الْـيَـقِـيـنْ، تَـمَّ رَفْـعُ هَـاتِـهِ الِإقَـامَـةُ الْـجَـبْـرِيَّـةُ فَـجْـأةً كَـمَا بَـدَأَتْ، فِـي غِـيَـابٍ تَـامٍّ لِأيِّ تَـفْـسِـيـرٍ رَسْـمِـيـعَـتْـنَـا فَـرْحَـةُ إِسْـتِـعَـادَةِ وَالِـدِي لِـحُـرِّيَـتِـهِ، وَ إِسْـتِـئْـنَـافِِـهِ لِـعَـمَـلِـهِ وَ مَـوْرِدُ رِزْقِـهِ كَـطَـبِـيـبٍ، إِلَى تَـجَـاوُزِ هَـاتِـهِ الْـمِـحْـنَـةِ وَ الْـتَّـشَـبُّـثِ بِـفِـكْـرَةِ أنَّ كُـلَّ هَـذَا لَا يُـمْـكِـنُ أَنْ يَـكُـونَ سِـوَى مُـجَـرَّد خَـطَـإٍ، أوْ رُبَّـمَا إِجْـرَاءٍ وِقَـائِـي، قَـدْ كَــانَ مُـتَـكَـرِّرَ الْـحُـدُوثِ جِـدًا عِـنْْـدَ جُـلِّ بِـدَايَـاتِ إجْـرَاءَاتٍ جَـدِيـدَةٍ، وَ نِـقَـاطِ تَـحَـوُّلٍ كُـبْـرَى عَـبْـرَ الْـتَّـارِيخْ. مَـعَ ذَلِـكَ، فَـمَـا رَاعَـنَـا إِلَّا أَنَّـهُ يَـوْمْ 27 فِـبـفْـري يَـقْــتَـحِـمُ مَـنْـزِلَـنَـا زُهَـاءَ الْـخَـمْـسَـةَ عَـشَـرَ ضَـابِـطَ شُـرْطَـةْ، وَ خَـطَـفُـوا وَالِـدِي مِـنْ أعْـيُـنِـنَا الْـمُـصَـابَـةِ بِـصَـدْمَـةٍ أَقَـلُّ مَـا يُـقَـالُ فِـيـهَـا أَنَّـهَـا كَـانَـتْ جِـدُّ مُـرَوِّعَـة، تَـارِكِـيـنَ فِـي أَنْـفُـسِـنَـا بَـصْـمَـةً لَا تُـمْـحَـى مِـنَ الْـذَّاكِـرَةْ

لَـعَـلَّ أَقْـسَـاهَـا هِـيَ الْـتِّـي طَـالَ عُــنْـفُـهََـا ذِكْـرَيَـات أَخِـي الْأَصْغَـر الْـذِّي يَـمُـرُّ حَـالِـيًّـا بِـظُـرُوفٍ شَـدِيـدَةَ الْـصُّـعُــوبَـةِ لَا طَـاقَـةَ لِـمُـرَاهِـقٍ فِـي الْـسَّـابِـعَـةَ عَـشْـرَةَ مِـنْ عُـمُـرِهِ بِـهَـا. وَ مَـا يَـزِيـدُ الْـطِّـيـنَ بَـلَّـةً، أَنَّـهُ مُـطَـالَـبٌ فِـي نَـفْـسِ هَـذَا الْـوَقْـتِ بِـالْـذَّاتْ بِـمَـا يَـلِـي

أَ) إِجْـتِـيَـاز إِمْـتِـحَـانَـاتِ الْـبَـاكَـالُـورِيَا مَـعَ الْـثَّـبَـاتِ عَـلَـى دَرَجَـةِ الإِمْـتِـيَـاز الْـتِـي إِعْـتَـادَ عَـلَـيْـهَـا

بَ) تَـحَـمُّـل وِزْرَ تَـغْــيِـيـبِ الْـوَالِـدِ، وَ الْـمُـرْشِـدِ، وَ الْـسَّـنَـدِ، وَ الْـصَّـدِيـقْ

ج) تَـحَـمُّلُ مَـرَارَةَ وَ آلَامَ وَ مَـا يَـتَـرَتَّـبُ عَـلَـيْهِ مِنْ أعْـبَـاء، جَـرَّاءَ الْـزَُجِّ بِـالْـوَالِـدِ فِـي غَـيَـاهِـبِ الْـسِّـجْـنِ دُونَ دَلِـيـلٍ مُـثْـبِـت، ولِـمُـدَّةٍ تَـبْـدُوغَـيْـرَ مَعْـرُوفَـةْ

لِأَجْـلِ مَـا سَـبَـقْ، فَـإِنَّـنِـي أُنَـاشِـدُكُـمْ ،سَـيِّـدِي الْـرَّئِـيـسْ، -وَ أَنْـتُـمْ مَـنْ كَـرَّسْـتُـمْ حَـيَـاتُـكُـم لِـنُـبْـلِ الْـعَـدَالَـةِ وَ عُـلُـوِّ الْـقَـانُـونِ بِـتُـونِـسِـنَـا الْـعَـزِيـزَةِ وَغَـيْـرِهَـا-، وَ مِـنْ ذَلِـكَ حِـَـمايَـةُ وَ ضَـمَـانُ قَـرِيـنَـةُ الْـبَـرَاءَةِ لِـجَـمِـيعِ الْـمُـوَاطِـنِـيـنَ الْـتُّـونِـسِـيِّـيـن بِـمَـا فِـيـهِـمْ وَالِـدِي.

أَوَ لَـيْـسَ فِـي حُـكْـمِ الْـقَـانُـونْ، تُـعْـتَـبَـرُ قَـرِيـنَـةَ الْـبَـرَاءَةِ أَسَاسًـا لِـنِّـظَـامِ الْـقَـضَائِـيَّ بِـأكْـمَـلِـه؟؟؟… كَـذَلِـكَ هُـوَ الْـشَّـأْنُ بِـالْـنِّـسْـبَـةِ لِالْـدُّسْـتُـورِ، وَ الإِعْـلاَنِ الْـعَـالَـمِـي لِـحُـقُـوقِ الِإنْـسَـاَنِ، كَـمَـا الْـمِـيـثَـاقِ الِأفْـرِيـقِـي لِـحُـقُـوقِ الْإِنْـسَـانِ أَيْـضًـا، وَ الْـصَّـحَـافَـة وَ الْـسُّـلُـطَـاتِ الْـعَـامَّةْ

لَـقَـدْ أَصْـبَـحَ هَـذَا أيْـضًـا فِـي صَـمِـيـمِ قَـنَـاعَـاتِـي، بِـإِعْـتِـبَـارِ أَنَّ قَـرِيـنَـةََ الْـبَـرَاءَةِ هُـوَ أَحَـدُ أَهَـمِّ وَ آَخِـرِ الْـدَّعَـائِـمِ لِـمُـجْـتَـمَـعٍ يَـطْـمَحُ إِلَـى الْإِ سْـتِـمَـاعِ إِلَـى بَـعْـضِـهِ الْـبَـعْـضْ فِـي كَـنَـفِ الْـوِدِّ وَ الْإِحْـتِـرَامِ الْـمُـتَـبَـادَلْ. فَـالْـمُـجْـتَـمَـعُ الْـذِي يجَـادِلُ هُـوَ قَـطْـعًـا مُـجْـتَـمَـعٌ يُـفَـكِّـرُ وَ يَـتَـفَـهَّـمُ أنَّ لِـلْآخَـرِ أَيْـضًـا كَـلَامَـهُ وَ شَـرْحَـهُ. مِـنْ هُـنَـا يّـأْتِـي إِحْـتِـرَامُ الْـعَـدَالة. أَمَّـا إذَا لَـم يَـكُـنْ لِـقَـرِيـنَـةِ الْـبَـرَاءَةِ وُجُـودْ، فَـلَـمْ تَـعُــدْ الْـعَـدَالَـةُ قَـائِـمَـةْ

فِـي هَـاتِـهِ الأَوْقَـاتِ الْـصَّـعْـبَـةْ، كَـثِـيـرًا مَا تُـرَدَّدَتْ عَـلَـي مَـسَـامِـعِـي كَـلِـمَـتَـيْـنِ إِثْـنَـتَـيْـنِ : “الْـشَّـجَـاعَـةُ” وَ “الْـصَّـبْـرْ”. كَـلِـمَـتَـيْـنِ تَـدُقَُـانِ فِـي أُذُنَـيَّ بِاسْـتِـمْـرَارٍ، أُحَـاوِلُ أَنْ أطْـرَحَـهُـمَـا، وَ أَنْ أَجْـعَـلَ مِـنْـهُـمَـا فَـلْـسَـفَـةً وَ نِـبْـرَاسًـا لِـحَـيَـاتِـي. لَـكِـنَّـنِـي سَـيِّـدِي الْـرَّئِـيـسْ، أَعْـتَـرِفُ بَِأَنَّ شَـجَـاعَـتِـي تَـضْـعُــفُ بِـصِـفَـةٍ مُـطَّـرِدَةْ، لَا سِـيَـمَـا فِـي مُـوَاجَـهَـةِ وَضْـعٍ تَـجَـاوَزَ أَمَـدُهُ كُـلَّ طَـاقَـاتِ تَـحََمٌّـلِـي، وَ أَنَّ صَـبْـرِي يَـنْـفُـذُ غَـصْـبًـا عَـنِّـي. وَ إِنِّـي ،سيدي الرئيس، إِذْ أَكْـتُـبُ إلَـيْـكم فِـي هَـذَا الْـيَـوْمِ الْـرَّمْـزِي، فَـبِـكُـلِّ مَـا فِـي أَحَـاسِـيـسِـي مِـنْ أَمَـلٍ وَ قَـنَـاعَـةٍ بِـأنَّـكَ كَـأَبٍ تَـشْـعُـرٌ حَـتْـمًـا بِـالْأَلَـمِ الْـعَـمِـيـقِ الْـذِي نَـشْـعُــرُ بِـه. كَـذَلِـكَ فَـإِنَّـنِـي عَـلَى يَـقِـيـنٍ مِـنْ أَنَّـكُـمْ كَــرَئِـيـسٍ، مُـلْـتَـزِمٌ بِـتَـطْـبِـيـقِ الإِحْـتِـرَامِ الْـدَّقِـيـقِ لِـقَـرِيـنَـةِ الْـبَـراءَةِ ِ وَ الإنْـصَـافِ فِـي نِـظَـامِـنَـا الْـقـضَائِـي

أَنَـا فَـقَـطْ، أَمًَلِـي وَطِـيـدٌ فِـي سِـيَـادَتِِـكُـمْ لِإِنْـصَـافِ وَالِـدِي وَ لَـيْـسَ أَكْـثَـرْ . أَرْجُـو مِـنْ كَـرِيـمِ فَـضْـلِـكُـمْ، سَـيِّـدِي الْـرَّئِـيـسْ، تَـسْـلِـيـطِ الْـضَّـوْءِ عَـلَـى هَـاتِـه الْـقَـضِـيَّـةِ حََـتَّى يَـتَـسَـنَّى ِلِـوَالِـدِي، الْـرَّجُـلِ الْـخَـيِّـر، الْـطَّـبِـيـبِ الإيـثَـارِي، وَ الْـمُـوَاطِـنُ الْـمُـلْـتَـزِمْ، الْـعَـوْدَةَ إِلَـيْـنَـا وَ إِلّـى عَـمَـلِـهِ وَ مَـوْرِدُ رِزْقِـهِ. طَــبْـعًـا، سَـوْفَ يَـظَــلُّ تَـحْــت تَـصَـرُّفِ الْـعَـدَالَـةِ طِــوَالَ إِجْـرَاءَاتِ الْـتَّـحْـقِـيـقْ.

أَرْجُو أَنْ تَـتَـقَـَّـبلُـوا ، سيدي الرئيس، عَـمِـيـقَ إِمْـتِـنَـانِـي وَ أَصْـدَـقَ وَ أحَـرَّ تَـحِـيَّـاتِي.

نُــورْ الْـمُـؤَخَّـرْ

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.