من كندا، الأديب عبد الرحمان مطر السوري يكتب قبل يوم من توقيع رواية “أأشياء” للتونسية سمر سمير المزغني…

الأديب و الصحفي عبد الرحمان مطر السوري المعارض لنظام الأسد و المقيم في المهجر بكندا منذ 10 سنوات و نيف، كتب أول أمس النص التالي على هامش فعاليات معرض الكتاب العربي الكندي:

” اتطلع الى رؤية الاصدقاء غدا في ميسساغا
تنظم مكتبة عربوكش حفل توقيع رواية “أشياء” للروائية الصديقة سمر سمير المزغني والذي يقام ضمن فعاليات معرض الكتاب العربي الكندي في مدينة مسيساغا.

الكاتبة في سطور
سمر سمير المزغني، كاتبة تونسيّة عراقيّة ومتحدّثة عامّة سُجّلت مرّتين في كتاب غينيس للأرقام القياسيّة كأصغر كاتبة قصّة قصيرة في العالم لسنة 2000 والكاتبة الغزيرة الإنتاج الأصغر في العالم لسنة 2002 حيث تجاوز إنتاجها المائة قصّة قصيرة وهي لا تزال طفلة. تحصّلت على جائزة الإبداع سنة 2003 من
مؤسّسة الفكر العربي. صدر لها 15 كتابا فضلا عن بحوث ودراسات أكاديميّة، وأشيد بكتاباتها في حفل توزيع جائزة نوبل سنة 2015 في خطاب رئيسة لجنة تحكيم الجائزة.

نبذة عن الرواية
في مجتمعاتنا الراهنة، أصبحت الأشياء سيّدة الإنسان التي تتحكّم فيه وتسود عالمه. هذا ما تكشفه رواية ال«أشياء» التي يُدمنها أفراد عائلة مشتّـتة يعانون من الوحدة فتـزداد وحدتهم بإدمانهم وتـتـفاقم بذلك محنتهم، فـيلجؤون إلى أشياء تـشكّل الفضاء الذي يدفن فيه كلّ فرد من أفراد العائلة سرّه الأخطر خوفا من الاعتراف به وبهشاشته. تبني هذه الرواية عوالم الشخصيّات وتفضح أكثر أسرارها حميميّة عبر تخيّل عالم قصصيّ لأشيائها بين تونس واليابان. ولا تتـنازل الكاتبة للأشياء عن دور الروائيّ فحسب، بل عن مركزيّة الإنسان الموهومة في نظامٍ رأسماليٍّ استهلاكيٍّ تسوده المادّة، وتستعبدنا فيه الأشياء التي نُدمنها. إنّ رواية «أشياء» هي رواية الأشياء حقًّا، فهي الراوية وهي الشخصيات الرئيسة والفاعلة والمتفاعلة. لينسحب الإنسان المدمن عليها من موضع الفاعليّة إلى موضع المفعوليّة. فليست الحبوب المنوّمة ولا زجاجة النبيذ والهاتف الجوال وغيرها في هذه الرواية مجرّد موصوفات لتتـمّة مشهد يحكمه الإنسان ولا هي ديكور في فضائه. إنه التمرّد الأغرب على الإطلاق، يكاد لا يصدّق، يكاد يفارق الواقع، إلّا أنه من صميم الواقع الاستهلاكيّ الذي يشيِّـئُـنا. تضع هذه الرواية الإنسان أمام حقيقته المهينة، لا لأنّه يجهلها وإنما لإصراره الدؤوب على مواراتها، وتكشف عن حقيقة الإنسان في عصرنا الماديّ: أنّ وحدته التي تدفعه إلى أن يُدمن الأشياء وتفصله عن الآخر، هي أكثر شرط إنسانيّ مُشترَك يجمعه به “.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.