و الحرب تستمر في غزة، نداء أخير للعرب والمسلمين

مؤلم جدا ما حصل اليوم في غزة، فاجعة كبرى حلّت بالمسلمين بعد سلسلة غارات من القصف الصهيوني العنيف والوقح على المساكن والمستشفيات خلّفت أكثر من 500 شهيد ومئات الجرحى في ساعات قليلة، جثث متناثرة لنساء وأطفال ورضّع في مشهد مرعب ومفزع للغاية، فهذا الجيش لا يعرف إلا لغة الموت والدمار ولا يفهم إلا لغة القوة في مواجهته فلا سلام ولا كلام، ولا عهد ولا ميثاق. (الصورة : بعض من صحايا القصف الإسرائيلي أمس مساء لمستشفى المعمداني بقطاع غزة).


بقلم فوزي بن يونس بن حديد

تجري هذه المجازر الكبرى أمام أعين الرئيس الأمريكي بايدن الذي أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل حتى تقتل من تشاء وفي أي وقت تشاء وفي أي مكان تشاء، تستعمل السلاح الأمريكي وتفتخر ما تقوم به من قتل وحشي للأطفال والنساء، يا لها من وقاحة ومن دناءة، مات الضمير العالمي، وباتت الصهيونية المقيتة تكشر عن أنيابها في وضح النهار ولم يردعها شيء.

هذا المُسمّى بايدن سيجلس غدًا في إسرائيل على كرسي دماء الشهداء، ويعلنها حربًا على المساكين والضعفاء، وهذا النتن يهدّد حزب الله أنه إذا
دخل المعركة فسيجعل من لبنان دولة حجرية، وهؤلاء الإرهابيون الأربعة: بايدن ونتنياهو وغانتس ووزير الدفاع سيجتمعون ليعلنوا بداية الاجتياح أو التهجير القسري لإخواننا في غزة إلى مصر أو إلى أي بلد من البلدان.

أين العرب والمسلمون؟ تكاد الصرخات تصم الآذان، وتكاد المشاهد تحرق القلوب، وتكاد المآسي تكسر العظام، ولكن لا حياة لمن تنادي، كلما اجتمعوا جَنّت إسرائيل في ضرباتها الموجعة والمؤلمة وزادت من قصفها العنيف على غزة، وكلما طالبوا وندّدوا ورأوا قال لهم نتنياهو بالحرف الواحد إنّا لقادمون، وإنا لمُهلكون غزة وأهلها ونجعلهم تحت أقدامنا.

أين العرب؟ فمتى سيقرّرون؟ ومتى سيبدؤون المعركة ضد الكيان الصهيوني المجرم، فأقل ما يفعلون أن يقطعوا علاقاتهم مع هذا الكيان
المجرم الغاصب ويطردون سفراء بني إسرائيل.

فيا أيها العرب اعملوا شيئا من أجل أهل غزة المقهورين، لماذا أنت خائفون؟ فو الله وحدتُكم تقتلهم في رمشة عين، وقدراتُكم وقوّتُكم تجعلهم
حصيدا خامدين، وقراراتُكم الجريئة ستقطع رأس الأفعى إسرائيل، وثرواتُكم تبقيكم أعزّاء مكرّمين، لماذا يتجرؤون وأنتم تخافون؟ ولماذا
يقصفون وأنتم تتفرّجون؟

أما أنتم أيها المقاومون الأشاوس،(…) إنها المعركة الفاصلة بين الحق والباطل، إنها معركة الخير والشر، إنها معركة الحياة والموت.

أين أنتم أيها المقاومون من كتائب القسام وسرايا القدس وعرين الأسود وحزب الله وكل الكتائب المجاهدة انفروا في سبيل الله وأروهم ماذا تفعلون في ردكم على الجرائم البشعة التي أقدم عليها الكيان الصهيوني (…).

ولا نملك نحن الأبعدون إلا أن نرفع أكفّ الضراعة إلى المولى القدير سبحانه وتعالى الجبّار المنتقم، وندعوه بكل حرقة وحزن على شهدائنا
الأبرار ونقول: اللهم انصر عبادك المجاهدين في غزة (…)

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.