في المجمع التونسي : تقديم كتاب “بين المقروء والمرئي” لسمير التريكي

يمارس التأصيل التشكيلي، لوحاته الفنيّة تضيئها تجليات صوفيّة، يبني منجزه التشكيلي بناء على تفاعل بين التأمّل النظري والفعل الفني التجسيدي، كذا هو الفنان التشكيلي والأكاديمي سمير التريكي كما قدّمه الكاتب والشاعر علي اللواتي في لقاء تقديميّ، نظّمه قسم الفنون بالمجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون “بيت الحكمة” يوم الجمعة 17 نوفمبر 2023.

كان اللقاء مخصصا لتقديم كتاب “بين المقروء والمرئي”، الذي اختزل فيه الباحث سمير التريكي مسيرته على امتداد نصف قرن، تلك التي جمعت بين الفن التشكيلي والبحوث الفكريّة في مجالات عابرة للاختصاص.

افتتح الأمسيّة رئيس القسم الأستاذ سمير بشة، منزّلا اللقاء في إطار الاهتمام بمنجز فكريّ وفنيّ مفعم بالمضامين التي تستوجب الرحلة الاستكشافيّة في تضاريس تفاصيلها، وهذا ما جسّدته مقاربة علي اللواتي المسلّمة بأنّ المبدع “إن كتب رسم وإن رسم كتب” لأنّه ينشد باستمرار وحدة العقل والوجدان.

ويعدّ سمير التريكي من الأكاديميين والمبدعين المراهنين على تلك الوحدة كما ورد في تقديم اللواتي، المؤكّد على أنّ الأعمال الفنيّة مواقف فكريّة من الذات والعالم، فهي ليست هواجس شعوريّة وجماليات محضة، بل هي تأمّلات وممارسات نقديّة وأطروحات تعالج قضايا الشأن العام، بما تعنيه العبارة من دلالات مختلفة.

واحتوى الكتاب وفقا للمقدّم على مجموعة من الدراسات والبحوث والمداخلات الناطقة باللغتين العربيّة والفرنسيّة، بعضها لم ينشر، والبعض الآخر نشر سابقا في مجلاّت عربيّة وعالميّة محكّمة، وفي مؤلّفات جماعيّة صدرت في تونس وفي دول عربيّة مثل سوريا والأردن، وأوروبيّة على غرار فرنسا. لذلك يعتبر الكتاب “ثمرة المسيرة الفنيّة والفكريّة للتريكي” وفقا لعبارة علي اللواتي، وتتميّز تلك الثمرة بالتنوّع والعمق، حيث تناولت قضايا الحداثة والكونيّة والمركزيّة والصوفيّة، إضافة إلى المسائل التعبيريّة، وإشكالات التراث، والحرف الفنيّة، وعالم العمارة، والتثاقف بين الشعوب.

صفوة القول يعدّ الكتاب وفقا لمحتوى التقديم والنقاشات سيرة ذاتيّة باعتباره يتضمّن دراسات وبحوث المؤلّف على امتداد الأربعين سنة، ويعتبر مرجعا للمهتمين بالأعمال الفنيّة والإستيتيقا لأنّه يجمع بين جماليّة الإبداع والبعد الفكري التنظيري.

شارك رأيك

Your email address will not be published.