الرئيس قيس سعيًد يفتقد إلى سلًم أولويًات لمعالجة المشاكل التي تواجهها تونس حسب حدًتها وما تتطلًبه من تحالفات ولو تكتيكيًة، فهو يجابه كل المشاكل وكل الأطراف الفاعلة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و دبلوماسيا في نفس الوقت بدون إعطاء لنفسه و للبلاد هامشا للمراوغة و تفريق صفوف المناوئين فهو بالعكس يوحًد خصوم البارحة ضدًه وقوى الشدً إلى الوراء و الحال أن الشعب التونسي يرفض الرجوع إلى العشريًة السوداء.
بقلم إلياس القصري
يبدو الوضع الداخلي في تونس متأزًم و مرشًح لمزيد التصعيد و حتى الانفجار نظرا لتراكم المشاكل وتفاقمها و ضعف الرؤى للطبقة السياسية و عدم تناغمها مع تطلعات الشعب التونسي
إضافة إلى ذلك فالتمشي الذي توخًاه الرئيس سعيًد تشوبه النقائص التالية:
- ضعف القاعدة السياسية المعلنة للرئيس قيس سعيًد ما عدا صفحات فيسبوكية يعتبرها جل الملاحظين غوغائية و متشنًجة و عدم قدرته على تجميع عدد كافي من الفاعلين السياسيين والاجتماعيين حول رؤيته وتصوره للخروج من الأزمة الخانقة التي تعيشها تونس و تهدًد اقتصادها و استقرارها و أمنها وسيادتها.
- الضبابيًة التي تشوب تصوًرات الرئيس قيس سعيًد لمستقبل تونس و النظام الذي يرمي إلى إرسائه من خلال تحرير دستور جديد للبلاد. فالعديد يخشى أما النزعة الرئاسويًة أو نظام قاعدي مشابه للجماهريةً القذافية او النظام المجالسي الايراني.
- عدم تمكًن الرئيس قيس سعيًد بالشؤون الإداريًة والاقتصاديًة والدبلوماسيًة ممًا جعله تحت تأثير ثلًة غير متجانسة من المقرًبين الذين يرى عديد الملاحظين أن لا برنامج لهم سوى فرض نفوذهم . فحتى ولاءهم للرئيس قيس سعيًد ظهر مفتعلا خلال قربهم من مراكز القرار فسرعان ما انقلبوا على وليً نعمتهم إثر مغادرتهم للقصر أو مراكز النفوذ.
- غياب سلًم أولويًات لمعالجة المشاكل حسب حدًتها وما تتطلًبه من تحالفات ولو تكتيكيًة، فالرئيس قيس سعيًد يجابه كل المشاكل وكل الأطراف الفاعلة سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا و دبلوماسيا في نفس الوقت بدون إعطاء لنفسه و للبلاد هامشا للمراوغة و تفريق صفوف المناوئين فهو بالعكس يوحًد خصوم البارحة ضدًه وقوى الشدً إلى الوراء و الحال أن الشعب التونسي يرفض الرجوع إلى العشريًة السوداء و نفذ صبره على التكريس بصفة ملموسة لشعارات التشغيل و الحريًة و الكرامة الوطنيًة.
ربًنا يحفظ تونس و يحميها من كل سوء و من شرً المتآمرين و الانتهازيًين و عملاء الخارج.
شارك رأيك