تواصلت فعاليات الدورة 55 لمهرجان قرطاج الدولي ليلة أمس الخميس 1 أوت 2019 بعد أسبوع من الحداد على رحيل الرئيس التونسي محمد الباجي قائد السبسي الذي كان حاضرا في فيديو قصير تم بثه على شاشة المسرح الروماني بقرطاج وتفاعل معه الجمهور بقوة قبل أن يردد النشيد الوطني بحماس كبير. فتونس جميلة حتى في أقسى اللحظات وأكثرها ألما.
انطلاقة المهرجان الجديدة كانت مع الفنان المغربي لارتيست Lartiste الذي تسبق إسمه الكثير من الألقاب والكثير من الشعبية وملايين المشاهدات على اليوتيوب. وهو وفي لابتسامته، ولطفه، واحترامه للجمهور. لم يغفل عن تقديم تعازيه لتونس في فيديو قبل العرض. كما صعد على ركح المسرح الروماني بقرطاج قبل انطلاق حفله لتقديم التعازي المباشرة لجمهوره والوقوف دقيقة صمت. هي تفاصيل لكنها تصنع فارقا كبيرا، فالفنان يكتمل بأخلاقه.
لارتيست كان مليئا بحبه لتونس. إختار أن يرتدي لباسا يجمع لوني الراية الوطنية: قميصا أحمر وسروالا أبيض. قدم أغانيه “لايف” مستبعدا آلات التعديل الصوتي “auto tune” أو “البلاي باك”. شاركته في الغناء أوا إيماني الفنانة الغينية السينغالية التي قدم معها سابقا الfeaturing الأكثر نجاحا في مسيرته “Chocolat”. ورافقه في العزف عدد من العناصر على آلات الباتري الإلكتريك، الغيتار، السانتاتيزور إضافة إلى “الدي جي” والكلافيي إلكتريك.
قدم “لارتيست” حوالي عشرين أغنية تمزج “الراب” ب”الآر أن بي” والبوب مع لمسة مغربية قناوية مميزة.
غنى “Peligrossa”، “Polygame”، “Mestro”، “Clandestino”، “Chocolatا”، “Miel”، “Anania، ولم يبخل على جمهوره التونسي بالجديد، فقدم أغنية “Protège moi” للمرة الأولى على ركح المسرح الروماني بقرطاج. والأغنية أشبه بدعاء يتوجه به لارتيست إلى الله يدعو بحمايته. وحماية تونس التي قال إنها شامخة لا تسقط أبدا.
غنى لارتيست أيضا “Hypocrite”، “A bon entendeur”، “Mafiosa”، وكانت خلفية المسرح مشاهد متتالية متحركة وألوانا مبهجة. وكان هو على الركح يغني ويرقص ويسوق للعديد من الرسائل الإيجابية عن حب الوطن، حب العائلة، عن التمسك بالقيم.
كان فنانا واعيا بأن جمهوره من الشباب، وهو بالنسبة إليهم مثالا وعليه أن يكون المثال الجيد
وعلى الرغم من تكتمه على حياته الشخصية، إلى أن لارتيست للمرة الأولى استقبل طفليه على الركح وقد فعل ذلك اعتزازا بزوجته التونسية.
بعد العرض، انتظم لقاء صحفي تحدث فيه لارتيست عن تجربته ونجاحه في فرنسا مشيرا إلى المحطات الصعبة التي مرت بها مسيرته. وإصراره على النجاح. كما أشاد بجميع الفنانين المغاربة في فرنسا: سولكينغ، لالجرينو وغيرهما وقال إنه على علاقة جيدة بالجميع ولا يرى أحدا منافسا له، ليس غرورا وإنما طريقة تفكير وعمل التزم بها منذ بداياته إلى اليوم.
بلاغ.
شارك رأيك