تزينت مدينة نابل، يوم الأحد 22 ديسمبر 2024، بألوان الفنون والإبداع، مع انطلاق الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان نيابوليس الدولي لمسرح الطفل، هذا الحدث الثقافي الذي تجاوز حدود الترفيه ليصبح منصّة تحتفي بالخيال وتغرس قيم الجمال في قلوب الأطفال. و الذي يلتئم خلال فترة العطلة المدرسية لفصل الشتاء.
جاب شوارع المدينة كرنفال من الإيقاعات و الألوان، حيث تنقل الفنانون والإبداعات الحية عبر شوارع نابل، مرسّخين صورة مدينة تنبض بالحياة والفرح. لم تكن مجرد عروض، بل كانت رسالة مفتوحة إلى كل طفل لتذكيره بأن المسرح نافذة نحو عوالم لا تنتهي من الأحلام والقصص.
يشكّل مهرجان نيابوليس تقليدًا سنويًا ينتظره الجميع بشغف فهو المهرجان الأعرق في إفريقيا والعالم العربي المختص في مسرح الطفل والذي صار محطة هامة في مسيرة كل عمل مسرحي موجه للأطفال، ويمثل قبلة لنجوم فن الطفل.
حفل افتتاح يليق بعراقة المهرجان
احتضنت دار الثقافة بنابل حفل الافتتاح، بحضور كل من السيدة نجوى الغربي، المندوبة الجهوية للثقافة بنابل، والسيدة عقيلة بالطيب، المندوبة الجهوية لشؤون المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، إلى جانب السيد محمد الهادي شعباني، معتمد نابل، والسيد هشام بيوض الكاتب العام المكلف بتسيير الشؤون العادية لبلدية نابل. كما شارك في الحفل سفيرا جمهورية مصر العربية ودولة إندونيسيا، إضافة إلى وفود رسمية وجمهور غفير غطى كافة الفئات العمرية.
استهلّ المهرجان فعالياته بعرض باليه قدّمه نادي الرقص تحت إشراف المدربة خلود القورالي، ليؤكد أن الفن ليس فقط للمتعة، بل أيضًا للارتقاء بالروح. وفي كلمته الافتتاحية، شدّد مدير المهرجان، السيد وليد الڤدي، على أهمية هذا الحدث كمساحة مخصصة للأطفال، الجمهور الذي يُعتبر جوهر المهرجان ومحوره الأساسي. أما السيد نزار الشمنقي، مدير البرمجة، فقد سلط الضوء على التنوع الثقافي من خلال مشاركة 14 دولة وهي: تونس، الجزائر، المغرب، مصر، فلسطين، فرنسا، إسبانيا، روسيا، إندونيسيا، البحرين، العراق، المجر، بلجيكا، والصين.، مما يُبرز عمق رؤية المهرجان وشموليته و انفتاحه.
برمجة تُلهم الخيال وتُثري التجربة
على مدى أسبوع و إلى غاية يوم 29 ديسمبر، تُقدّم الدورة الحالية مجموعة استثنائية من الأنشطة والعروض التي تتجاوز المسرح التقليدي لتشمل ورشات فنية، أنشطة تثقيفية مواطنية، ولقاءات حوارية تُفتح فيها آفاق جديدة للأطفال والمهتمين بمجال المسرح. وسيكون الجمهور على موعد خاص مع العرض الضخم للباليه الروسي في مدينة ياسمين الحمامات يوم 25 ديسمبر.
بإطلاق هذه الدورة، تؤكد نابل أنها ليست مجرد مدينة تحتضن الفعاليات، بل هي مساحة تجمع بين التعليم، الترفيه، والإبداع، مُكرّسة مكانتها كعاصمة للثقافة والفنون.
شارك رأيك