الرئيسية » 55 بالمائة من الشباب هاجسهم الشغل

55 بالمائة من الشباب هاجسهم الشغل

الشباب والشغل

في الوقت الذي تنطلق فيه الحكومة في الاعداد للمؤتمر الوطني حول التشغيل وددنا ان نعرج علي تطلعات الشباب من خلال دراسة اعدها برنامج الامم المتحدة للسكان.

وتتطرق هذه الدراسة الي اهم التحديات التي يواجهها الشباب التونسي اليوم باعتباره يمثل حوالي ربع سكان البلاد بنسبة 24  فاصل 5 بالمائة و باعتباره يمثل المحرك الاساسي للحراك الذي عاشته البلاد في جانفي 2011  فكان محور التشغيل من بين الشعارات التي رفعها شباب تونس في انتفاضتهم للمطالبة الي جانب التشغيل بالحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.

و جاء تحدي التشغيل متصدرا لقائمة التحديات الاربعة التي يواجهها شبابنا اليوم الي جانب تحدي المساهمة في الحياة العامة و تحدي الهجرة و تحدي الصحة.

وهو ما نستوضحه من خلال الدراسات التي اجريت علي الشباب التونسي ( الشباب والمراهقون الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و 29 سنة) علي امتداد الفترة ما بين 2011 و 2015.

فمن خلال الاستبيان الذي اعده المكتب الدولي للشغل سنة 2013 تبين ان 55 بالمائة من الشريحة التي تتراوح اعمارها بين 15 و 29 سنة يصرحون بان هاجسهم الاول هو النجاح في الحياة المهنية ناهيك وان نسبة البطالة في صفوف هذه الشريحة بلغت في نفس السنة 33 فاصل 2 بالمائة مع العلم ان نسبة 18 بالمائة من الشباب هم عاطلون بالمرة فلا هم في الشغل ولا هم في التكوين المهني.

و هذه الشريحة التي تمس جنس الاناث اكثر من جنس الذكور تثير قلقا كبيرا في صفوف الحكام الذين استعصي عليهم الامر  و اصبحوا يبحثون عن الحلول الناجعة عبر عديد الاليات.

و ما تنظيم المؤتمر الوطني حول التشغيل الا دليل واضح عن تلك الحيرة التي تخفي في طياتها ضربا من الاحباط لدي الشباب و خاصة لدي حاملي الشهائد العليا الذين يفوق مجموعهم ال 200 الف شخص.

و قد ابرز الصالون الذي اعده  مؤخرا مركز التوجيه و اعادة التاهيل المهني ( كورب ) حول التشغيل المعكوس المعاناة التي تعيشها تلك الالاف المؤلفة من الشباب من الجنسين وهم رافعون لشهائدهم العليا و لسيرهم الذاتية يتنقلون من جناح الي اخر علهم يظفرون بمشغل او بمؤسسة ترفع عنهم شيئا من الضيم و تمكنهم من تحقيق و لو نزر ضئيل من احلامهم التي طال امدها الي حد الياس و الاحباط.

فالاستبيان السالف الذكر بين ان الشباب المستجوبين يثيرون قضية الانخرام في  طريقة الانتدابات و في المقاييس المعتمدة لذلك تضاف اليها مسالة عدم الملاءمة بين طبيعة العمل المعروض و المؤهلات العلمية و الفنية و كذلك مسالة العمل في القطاع غير المنظم الذي يحتضن اليوم اعدادا كبيرة من الشباب حاملي الشهائد العليا

فهل سيهتدي. المؤتمر الوطني للتشغيل الذي سيلتئم خلال الايام القليلة القادمة الي الحلول التي من شانها ان تخفف من وطاة هذا الحمل الثقيل.  حمل بات يرهق بكلكله المجتمع التونسي باختلاف فئاته لانه ما من عائلة الا ولها نفر او اكثر يعاني من البطالة بما تعنيه الكلمة من تاثيرات مادية و نفسانية بالخصوص لها تداعياتها لا سيما اذا فاقت فترة البطالة حدودا يصعب تحملها.

وجدي مساعد

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.