الرئيسية » رضا الباهي للنوري بوزيد: “لماذا يتعالى المخرجون السينمائيون التونسيون على الرواية؟”

رضا الباهي للنوري بوزيد: “لماذا يتعالى المخرجون السينمائيون التونسيون على الرواية؟”

بقلم شكري الباصومي

” جزيرة الغفران ” مشروع فيلم جديد للمخرج رضا الباهي من المنتظر ان يشارك فيه فهد عابد و كلاوديا كاردينال و هشام رستم ودرة زروق .

الباهي اختار جزيرة جربة ليصور فيها فيلمه الجديد لان والده درس في جربة وجزيرة ساحرة عرفت تعاقب حضارات كل حضارة تحاول التهام الاخرى . لكن جربة حلقات متواصلة من التسامح والتعايش .

المشروع رفضته اللجنة والباهي لا يعرف لماذا حتى حين استنجد بوزير الثقافة اكد له انه لا يعرف سبب الرفض وان اللجنة لها كامل السيادة وحرية القرار . وفي تصريح اذاعي قال الباهي : ” اعرف ان الوزير نفسه لا يعرف ربما لان رضا الباهي طاعن في السن او لان شريكي في الانتاج منتج لبناني او لاني احمل جنسية مزدوجة …” الباهي الذي حافظ على هدوئه لم يتردد في القول :

” أعضاء اللجنة ( لجنة المساعدة على الانتاج التابعة لوزارة الثقافة ) عندهم اعاقة فكرية وفي المجموعة هناك من لا يعرف السينما . كمال الرياحي مثلا لا علاقة له بالسينما . ”  والباهي يرى ان الرواية شيء والسينما شيء اخر ولا علاقة للاولى بالثانية .

هذا التصريح جلب للباهي هجوما كاسحا من الناقد محرز القروي الذي تساءل:

“ما هو الانجاز السينمائي لرضا الباهي منذ فيلمه القصير “عتبات ممنوعة” 1972 ثم فيلمه الطويل الاول “شمس الضباع” 1976 ؟ سلسلة طويلة من المغامرات الانتاجية والاخراج كان دوما ضعيفا ودون المستوى :

– فيلم تجاري مصري اسمه “الملائكة” (اي نعم مخرج تونسي ينجز فيلما مصريا باموال الدعم) كان تقريبا أفشل فيلم تونسي على الصعيد التجاري

– فيلم تجاري فرنسي “وشم في الذاكرة” بطولة المغني الفرنسي باتريك برويال

– فيلم فرنسي بدعم تونسي عن اتفاقية السلام الفلسطينية الاسرائيلية عنوانه السنونو لا تموت في القدس

– ” صندوق عجب ” سيرة ذاتية لقصة حياة رضا الباهي بأسلوب مرتبك وكلاسيكي جدا فيما عدى أداء تمثيلي ممتاز لعبد اللطيف كشيش

– ” دوما براندو” فيلم هو عبارة عن شكشوكة بالمايوناز .. فيلم تافه اشتغل عليه المخرج أكثر من 7 سنوات ولم يكن يعرف مالذي يريد أن يرويه في هذا الفيلم الذي استغل فيه اسم الممثل الأمريكي الكبير مارلن براندو .. وهو يطالب وزارة الثقافة بمنحة تكميلية اضافية عن هذا الفيلم بحجة أن وزير الثقافة في 2011 أسندها له بشكل استثنائي ورفض كل الوزارء من بعده صرف المبلغ

– ” زهرة حلب ” كالعادة يحاول الباهي اختيار مواضيع مثيرة (الجهاديين في سوريا) ولكنه قدم فيلما ضعيفا ولم تسعفه مشاركة الممثلة هند صبري

اريد ان اسال الباهي- يضيف محرز القروي – على أي أساس يعتبر نفسه أكبر مخرج سينمائي في تونس وما جاورها … ؟ ”

اما الروائي كمال الرياحي الذي طعن الباهي في علاقته بالسينما فقال : ” لو افتح ملف رضا الباهي سادفعه للانتحار . لست مخبولا حتى اوقع بالموافقة على دعم ب 800مليون لفيلم تافه ” ويقصد مشروع الباهي …” جزيرة الغفران”

علاقة السينما بالرواية جعلت الروائي عبد الوهاب براهم يعود بذاكرته الى موقف حصل له مع النوري بوزيد :
” حضر معنا النوري بوزيد أحد ملتقيات نادي القصة السنوية في الحمامات وكان الموضوع علاقة الرواية بالسينما وسمعته يقول وما زال قوله في طبلة أذني: السينما لا تحتاج إلى ما تكتبون…لا تهمنا الروايات بقدر ما يهمنا خيال المخرج وأفكاره. لذا نقرأ كتبكم أو لا نقرأها هذا غير مهمّ…فوقفت عندئذ وسألته عمّا يفعل بيننا، وطلبت من سمير العيّادي الذي دعاه أن يصاحبه نحو باب الخروج، وإلا فسأغادر الملتقى ” .

وبعيدا عن التجاذبات يبقى السؤال الاهم لماذا يتعالى المخرجون السينمائيون على الرواية ؟ هل هو الجهل وضيق الافق ام الرغبة في الاحتكار بدعوى تكريس سينما المؤلف ؟

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.