الرئيسية » نقل الرئيس الجزائري إلى سويسرا لتدهور وضعه الصحي

نقل الرئيس الجزائري إلى سويسرا لتدهور وضعه الصحي

من الجزائر:عمّـــــــــار قـــــردود

غادر الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، أمس الاثنين 27 أوت 2018، الجزائر العاصمة متوجهًا إلى جنيف بسويسرا لإجراء “فحوصات طبية دورية”، حسبما أعلنته رئاسة الجمهورية الجزائرية.و جاء في بيان مقتضب لرئاسة الجمهورية الجزائرية أن “فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة، رئيس الجمهورية، غادر اليوم الاثنين 27 أوت 2018 أرض الوطن متوجهًا إلى جنيف بسويسرا لإجراء فحوصات طبية دورية”.
هذا و قد تواترت عدة مرات أخبار عن وفاة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تارة في مصحة سويسرية و تارة في مستشفى فرنسي. و هي الأنباء التي أحدثت جدلاً وسط الرأي العام الجزائري خاصة خلال الــ5 سنوات الأخيرة، و حتى هذه المرة و قبل الإعلان الرسمي عن تنقله إلى سويسرا لإجراء فحوصات روتينية إنتشرت إشاعة بسرعة البرق حول وفاة بوتفليقة الذي كان آخر ظهور له يوم 5 جويلية الماضي بمناسبة إحتفالات عيد الإستقلال و تشير إلى أن الرئيس البالغ من العمر 81 سنة توفي سريرياً، بعد تدهور حالته الصحية، ونقله الأسبوع الماضي إلى مستشفى “فال دوغراس” العسكري في باريس الفرنسية ليتم نقله مباشرة إلى المصحة السويسرية.

و كان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة قد أنهى، أمس الاثنين، مهام ضابطين كبيرين في الجيش الجزائري. ويتعلق الأمر بالجنرالين عبدالرزاق شريف وحسن طافر، اللذين كانا يشغلان على التوالي، قائد الناحية العسكرية الرابعة بورقلة، والقوات البرية، وعين كل من الجنرال حسان علايمية خلفًا للأول، وسعيد شنقريحة الذي عزل في وقت سابق من قيادة الناحية العسكرية الثالثة خلفًا للثاني.
وتأتي هذه العملية في سياق سلسلة تغييرات مهمة وعميقة تطال المؤسسة العسكرية، خلال الأسابيع الأخيرة، حيث تم عزل العديد من الجنرالات والضباط السامين في وزارة الدفاع والنواحي العسكرية، وبعض الأجهزة الحساسة على غرار أمن الجيش، الأمن الوطني والدرك الوطني.
سافر و لن يعود….

تشير بعض التسريبات أن الرئيس بوتفليقة الذي إنتقل إلى جنيف بسويسرا،أمس الإثنين،للعلاج قد لا يعود مجددًا إلى الجزائر و أنه تعرض لما يشبه إنقلاب أبيض قاده الجيش الجزائري ضده أفضى إلى خروجه بسلام دون التعرض إلى محاسبته.لكن ذلك لم يتأكد.
فيما تقول بعض المصادر أن مدة علاج الرئيس الجزائري بسويسرا ستطول نسبيًا هذه المرة، بعد أن زار بروفيسور أمريكي الجنسية الرئيس بوتفليقة في اقامته الرئاسية في زرالدة في بداية شهر أوت الجاري ، ونصحه بالتنقل إلى عيادة متخصصة في جنيف السويسرية، و تم تكليف الوزير الأول أحمد أويحي ببعض مهام الرئيس مؤقتًا إلى حين عودته من رحلته العلاجية.

بوتفليقة….هرب….؟
لكن معلومات أخرى متواترة على نطاق واسع أفادت أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أعاد تكرار سيناريو هروب الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي الذي هرب بعد إندلاع ثورة الياسمين في جانفي 2011،و أشارت تلك المعلومات أن بوتفليقة تم تحييده و تحجيمه في الآونة الأخيرة بعد سلسلة التغييرات الجذرية التي مست المؤسسة العسكرية و التي قام بها الرجل القوي الجديد في الجزائر الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش و نائب وزير الدفاع الوطني،و أنه فضّل الهروب أو بمعنى أصح قام مقربوه بتهريبه خوفًا من تصفيته جسديًا أو إقالته بطريقة مذلة و إخضاعه و محيطه للمحاكمة.

و في أكتوبر 2017 ،كشف المبعوث الأممي والعربي السابق إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي عن أن الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي تعرض لجلطة دماغية عام 2013 في تحسن واضح.جاء ذلك في تصريح أدلى به الإبراهيمي للتلفزيون الحكومي الجزائري عقب استقباله من قبل بوتفليقة، حيث بث التلفزيون الرسمي لقطات من اللقاء.

وقال الدبلوماسي الجزائري الذي لا يتولى مناصب رسمية بالدولة في الوقت الحالي: “أشكر الرئيس على هذا الكرم الكبير، وأنا سعيد بأنني دائما ألتقي به، وصحته في تحسن، ممكن (التحسن) بطيء، ولكنه واضح”.وخلال السنوات الأخيرة يستقبل الرئيس الجزائري بوتفليقة، الأخضر الإبراهيمي باستمرار في لقاءات يقول الأخير إنها شخصية وتتناول التطورات الحاصلة عبر مختلف أنحاء العالم.

و في ديسمبر الماضي،عاد الحديث عن صحة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ،ساعات بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر.إذ صرّح الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى من باريس بأن “رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بصحة جيدة ويسيّر البلاد بشكل جيد”.
وأفاد أويحيى خلال لقائه مع الجالية الجزائرية بمقر سفارة الجزائر بفرنسا “حقيقة رئيسنا لم يعد يملك كل الحيوية التي كان عليها عند لقائكم به في سنة 2000 و2004 هنا بفرنسا، لكن وعكس كل الشائعات والدعايات التي يروجها البعض سواء من الجزائر أو من الخارج، فإن رئيسنا يسير البلاد بشكل جيد في شتى المجالات ولا يوجد لا ديوان أسود ولا سلطة خفية في الجزائر”.

فبعد يومين فقط من مغادرة ماكرون الجزائر، أدلى وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، بتصريحات على أمواج إذاعة فرانس إنتار الفرنسية، قال فيها إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة “في كامل قواه الفكرية وإن كان متعبا من الناحية البدنية، وذلك قد يحدث في سن معين، لكنه في صحة جيدة وتحادث مطولاً مع نظيره الفرنسي”.
و تملك فرنسا لوحدها سر الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، منذ إصابته بنوبة إقفارية عابرة في أفريل 2013، إذ نُقل فورًا إلى مستشفى فال دوغراس العسكري بباريس، ومن يومها وهو يتلقى العلاج والفحوصات الدّورية هناك.

صحافية جزائرية: بوتفليقة كومة لحم…؟
و في أوائل جوان الماضي،شنت صحافية جزائرية من روكسل هجوماً عنيفاً على الوضع الصحي للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي يسعى إلى ولاية خامسة، في مقطع فيديو سجلته وبثته من داخل مقر البرلمان الأوروبي.وخاطبت الصحافية الجزائرية ليلى حداد، المعتمدة لدى البرلمان الأوروبي ومراسلة التلفزيون الجزائري الحكومي سابقًا، الرئيس بوتفليقة قائلة: “أنت تجلس على كرسي متحرك بعينين بارزتين وفم مفتوح”، “أنت لست سوى كومة من اللحم غير قادرة على الحركة ومعروضة أمام العالم رغم استياء أمة بأكملها”، “لا يجب التعامل معك كشيء بعد الآن”، “إذا كانت هناك دولة قانون في الجزائر، يجب أن يُحاكم أخوك لأنه جعلك مادة للترفيه”، “الجزائريون أصبحوا موضع سخرية العالم”.
و قد إحتجت سفارة الجزائرفي بلجيكا، لدى مؤسسات الاتحاد الأوروبي بعد نشر “فيديو “مسيء للرئيس بوتفليقة من داخل مقر الاتحاد الأوروبي”، وجاء ذلك وفق بيان للسفارة التي تتولى مهمة تمثيل البلاد لدى الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية، بروكسل، نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
وحسب البيان فإنه “عقب نشر صحافية مزعومة من أصل جزائري لشريط فيديو مهين يمس بشرف وكرامة مؤسسات الجمهورية الجزائرية، قامت السفارة بإجراءات رسمية عاجلة لدى مسؤولي مختلف هيئات الاتحاد الأوروبي”،ووصفت السفارة الجزائرية الواقعة بأنها “استغلال غير مقبول لرموز الاتحاد الأوروبي والفضاء الذي يخصصه البرلمان الأوروبي للصحفيين المهنيين”.

 

وقالت السفارة إن هذه الصحافية “ارتضت لنفسها تسخير صوتها و قلمها المرتزق لخدمة قوى أجنبية معادية للجزائر”، مشيرة إلى “سردها المزيف للحقائق، المفعمة بالافتراء والإحباط”.وعقبت الصحافية حداد على بيان السفارة الجزائرية ببروكسل في منشور لها عبر موقع “فيسبوك” مؤكدة أن “حرية الصحافة في دول الاتحاد الأوروبي خط أحمر”.

و في سنة 2016 نشر رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس صورة “مُشينة” للرئيس بوتفليقة، بعد لقائه به في الجزائر وظهرت تلك الصورة في تغريدة لفالس على حسابه في تويتر، بدا فيها بوتفليقة شاحب الوجه وغير قادر على الحركة أو الحديث، وكتب فالس معلقًا على الصورة “العلاقة الفرانكو جزائرية قوية وتاريخية واستراتيجية”، وأثارت تلك الصورة جدلاً شعبيًا وإعلاميًا في الجزائر، واعتبرها عديدون غير لائقة واستفزازا لمشاعر الجزائريين.و منذ ذلك الحين بات بوتفليقة يسافر صوب سويسرا لإجراء فحوصاته الطبية الروتينية عوضًا عن فرنسا.كما سبق وأجرى بوتفليقة عملية جراحية في فرنسا أيضا العام 2005، بعد إصابته بنزيف في المعدة.

و كان موقع ” ويكيليكس” الكاشف للفضائح قد نشر برقيات مسربة من الخارجية الأمريكية،استند فيها دبلوماسيون أمريكيون إلى حديث رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، المرشح الرئاسي السابق سعيد السعدي والذي يعمل أيضا كطبيب نفسي، كشف فيها إصابة الرئيس الجزائري بوتفليقة من سرطان المعدة في مراحله الأخيرة، وأن نظام الحكم بات مهددا، وفق ما دار في حديث السعدي إلى السفير الأمريكي روبرت فورد.
من ناحية أخرى كان مصدر جزائري رفيع المستوى كشف أيضا أن بوتفليقة يعاني بالإضافة إلى سرطان المعدة، من مرض مزمن في كليتيه “يستلزم عمل غسيل منتظم لهما، فضلا عن تعاطي الأدوية التي تقلل من مضاعفات المرض وتعقيداته خاصة مع تقدم العمر”.
وأضاف المصدر -الذي يرتبط بعلاقة شخصية مع بوتفليقة منذ الستينيات- أن المرض الذي يعاني منه منذ شبابه يسمى تكلس الكلى (kidney disease- polycystic) وهو مرض وراثي تتحول فيه خلايا الكلية إلى فقاعات، ما يفقدها القدرة تدريجيا على أداء وظائفها.وعادة ما يموت الأطفال الذين يولدون حاملين للمرض، أما الذين يصابون به لاحقا فإنهم يتعايشون معه لفترات طويلة.

ومنذ 2013، تاريخ تعرض بوتفليقة لجلطة دماغية أفقدته القدرة على الحركة جزئيا، تتوالى دعوات من معارضين إلى تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، بدعوى عدم قدرته على الحكم، ورغم ذلك أعيد انتخابه في عام 2014، فيما تؤكد الموالاة أنه يمارس مهامه بشكل عادي.وخلال الأشهر الأخيرة صدرت تصريحات من سياسيين من الموالاة حول إمكانية ترشح بوتفليقة لولاية خامسة في 2019.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.