الرئيسية » في افتتاح أيام قرطاج السينمائية : بؤس الصورة، وعبثية السجاد الأحمر، وفولكلور محمد علي النهدي

في افتتاح أيام قرطاج السينمائية : بؤس الصورة، وعبثية السجاد الأحمر، وفولكلور محمد علي النهدي

بمسرح الأوبرا بمدينة الثقافة، قدمت أمس السبت 3 نوفمبر 2018 الممثلة والكوريغراف سندس بالحسن حفل الإفتتاح لأيام قرطاج السينمائية وهي ملتحفة برداء أحمر في لوحة كوريغرافية مثلت التانيت رمز المهرجان باللغتين العربية والفرنسية وهو ما استغربه الصحفي مصطفى الكيلاني الذي تساءل لماذا لم تستطع البلدان المغاربية التخلص من الفرنسية.

متابعة : شكري الباصومي

الكيلاني كان محقا في استغرابه لأنه لم يفهم كثيرا مما قيل وما يدور حوله. لكنه لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح عليه حيث اضطر للحديث عن قرصنة حسابه و تبرأ من الموقف المنسوب إليه والتدوينة.

وكانت الزميلة سماح قصد الله من الإذاعة الثقافية هاجمت مصطفى الكيلاني المدعوم من منال عبد القوي وغيرها متسائلة : “إنه آت من مستعمرة إنقليزية سابقة وكان على المشرفين على الأيام مراعاة هذه الناحية. و لو قلنا أدنى كلمة في مصر لمنعونا من دخولها. وما لم نفهمه لماذا تعاقد هذا الصحفي مع كل المهرجانات الثقافية التونسية؟ في مصر مليون صحافي ومليون ناقد رائعون جدا جدا وأسماء كبيرة ومهمة تضيف للمهرجان ونسعد بهم، وبعضهم يستغربون من عدم توجيه الدعوة لهم لماذا هو بالذات رغم أن جميعنا نعرف ماذا يفعل”.

لا نشبه أحدا

وفي كلمته تحدث نجيب عياد مدير عام أيام قرطاج السينمائية عن خصوصية هذه الدورة بلغة الأرقام فقال إن عدد الأفلام المشاركة 206 فيلما تم اختيارها من بين 800 فيلما تمثل 47 دولة. وستعرض هذه الأفلام في 19 قاعة في العاصمة و4 قاعات داخل الجمهورية وفي 6 وحدات سجنية وستوفر الأيام لجمهورها رقمها الصعب وسر تفردها 12 ألف مقعدا
تستضيف الأيام 4 بلدان وهي العراق، الهند، البرازيل والسينغال ضمن قسم “تحت المجهر”. هذا وبلغ عدد ضيوف المهرجان 500 مدعوا، من بينهم حوالي ألف صحفي

وأكد نجيب عياد على المبدإ الذي يدافع عليه المهرجان منذ السنة الماضية وهو الرجوع إلى الثوابت وهي ثلاثة على حد تعبيره: المهرجان عربي إفريقي وهو يعمل على التوازن بين القطبين، المهرجان جنوب جنوب وعمقه القارات الثلاثة: (إفريقيا، آسيا وأمريكا اللاتينية)، والمهرجان ذو مسحة نضالية يدافع عن قيم التلاقي والتسامح

وقال نجيب عياد: “نحن في قلب القرن 21. نفخر بخصوصيتنا ولا نطمح للتشبه بأي مهرجان آخر”.

وأشار إلى الاعتناء الخاص بالمنصة الإحترافية هذا العام موضحا أن الهدف هو جعل تونس أهم وجهة لصناع السينما في العالم.

وتم تقديم لجان تحكيم مختلف مسابقات المهرجان، ورضا الباهي الذي يرأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة بمشاركة كل من ليشينو آزيفيد، ديبورا يانغ، بيتي إيليرسون، مي مصري، ميمونة نداي والممثلة اللبنانية ديامون أبو عبود التي تخلفت عن حضور الإفتتاح

وترأس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة المخرجة التونسية كوثر بن هنية بمشاركة كل من جيونا نزارو، لازا، رائد عندوني وتيرنو ابراهيما ديا.

أما لجنة تحكيم مسابقة الطاهر شريعة للعمل الأول فيرأسها المخرج العراقي هشام زمان ويشارك في عضويتها كل من نادية قاسي وبالافو باكوبا-كانيند .

National Geographic

في الافتتاح غابت شخصيات وتم تجاهل شخصيات اخرى كما تم تغييب أسماء مهمة في مقابل حضور طفيليات . منير الفلاح تساءل عن”نسيان أهمّ وأكبر ناقدة تونسيّة غطّت هذا المهرجان وعرّفت به إفريقيّا ودوليّا الرّاحلة: فريدة العيّاري التي فارقتنا منذ أشهر …” .

صحفيون احتجوا وفنانون مثل الفنان رمزي عزيز الذي رأى أن “توزيع دعوات حفل افتتاح ايام قرطاج السينمائية لم يكن منصفا ولم تذهب الى مستحقيها من المبدعين،بل ذهب جلها الى من جاءت بهم الصدفة الى عالم التمثيل. وأضاف في تصريح للزميل صلاح الطرابلسي : “أنا ممثل في فيلم مشارك في فيلم في المسابقة الرسمية  “قاعد ننقش في القلوب ونتفرج في القرودة” في تلك القناة الشهيرة National Geographic”

الصور الواردة من مسرح الاوبرا كانت قاتمة والأجواء باردة والديكور بائس والفوضى على أشدها وهذا لا يحتاج الى معاينة لأن الصور تغني عن كل وصف و لا توحي بالفرح وكأنها “حضبة” بعد “معركة”.

وفي ذات الاتجاه تحدثت الزميلة نادرة عطية : “حين أرى هذه الصورة التي لا تعكس قيمة أيام قرطاج السينمائية أحس بالإحباط، والخيبة. ولقطات كثيرة لا تمت بأي صلة لهذه الأيام العريقة…

أيام صنعت نجوما في السينما العربية و الإفريقية منذ 1966..  بعض الوجوه “الممدودة” ما محلها من الإعراب؟ من أنتم؟؟ الأجواء باهتة… نقل الحفل ينقصه العمق و التنظيم… مداخلات سطحية… نرجو أن تكون أجواء العروض… و الندوات و اللقاءات أرقى”.

بعض الخور لخصه الناقد عبد الكريم قابوس : “كنت خارج لحضور حفل افتتاح الجيسيسي… وبعد قلت علاش مطر وبعد وما عندي ما نعمل… ما عنديش فيلم متقاعد من الصحافة … حضرت افتتاح كل الدورات من 1968 … وقلت ماذا يضيف لي الافتتاح وماذا اضيف له تقديم خطاب… غناء … كلها معلومات يتابعها الصحفيون. وجلست أمام التلفاز … ما هذا؟ من هذه التي تقدم المهرجان ؟ وهاهو الناصر القطاري يستشهد بغاندي وقال : يقول غاندي أن بيتي فيه شباك يطل على العالم …” وهذا ما قاله غاندي :” دع ثقافات العالم تهب على نوافذ بيتي شريطة أن لا تهز البيت بكلمله”. حيرة’… وخجل … ومذيعة …تسال المبدعة صديقتي مي المصري وتقول لها هل هذه المرة الأولى تأتين فيها لتونس؟ مي التي رشحت لها فلمها بالاشتراك مع زوجها جان شمعون منذ بداية الثمانينات “زهرة القندول” جان العزيز الذي فقدناه …وبعدها شارك فيلم روائي طويل والسنة الماضية تحصلت على جائزة التانيت البرنزي في المسابقة الرسمية وجائزة السيناريو…الذي يريد تقديم حفل كهذا لا بد أن يتعرف على الضيوف ويدرس مسيرتهم ولايكتفي ب”نحن هنا على السجاد الاحمر”.

نحب الحياة ونذهب الى السينما

فتحي الخراط الناقد والمسؤول في عدة قطاعات سينمائية له رأي آخر : ” نُهروِلُ إلى حفل افتتاح أيام قرطاج السينمائية حتى ليُخيَّل للملاحظين اننا شعب تمكّن منه حبّ السينما حتى النخاع بحيث يمكن أن يضحّي بالغالي والنفيس وان يتحمّل رداءة الطقس والزّحام من أجل عيون الفن السابع والحال أن فيلما تحفة لمخرج استثنائي ( انتج سنة 8 ) يعرض منذ أسابيع بعد ترميمه ورقمنته ولم يقبل على مشاهدته إلا بضع مئات من المتفرّجين. أليس ذلك مدعاة لدراسة سوسيو- سيكولوجية؟”.

المهرجان غاب عنه الحديث عن السينما مقابل حديث عن الأزياء، ما أخفت وما أظهرت من تضاريس . وبعض”المشاهد البوزوية” مثل ما أقدم عليه محمد علي انهدي من تقبيل يد زوجته في حفل الافتتاح و المشهد ذاته. قام به احمد الفيشاوي في مهرجان الجونة مقبلا يد زوجته.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.