الرئيسية » فلسطين والفلسطنيون يفضحون السقوط القيمي لبعض التونسيين

فلسطين والفلسطنيون يفضحون السقوط القيمي لبعض التونسيين

قد نختلف مع الرئيس قيس سعيد في كثير من الأمور وهذا طبيعي، لكننا في كلمتين معه في أن التطبيع مع كل أشكال الصهيونية خيانة عظمى وأن إمكانياتنا القليلة نتقاسمها فيما بيننا ومع الجميع في العالم وأولهم الشعوب القابعة تحت الإحتلال وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني…

بقلم نسيم الكافي *

مع بداية اشتداد أزمة الكورونا ومخلفاتها ومع صيحات قادة الدول الفقيرة والضعيفة باتجاه الاتحاد الاروبي طلبا للمساعدة كما صيحة الرئيس الصربي، تداول التونسيون بكثرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي صيحته وتعاطفوا معه، وتعاطفوا مع الإيطاليين وصفقوا معهم للأطباء الكوبيين الذين تنقلوا من بلد فقير يرزح تحت الحصار منذ عقود للمساهمة في إنقاذ شعب دولة من أكبر الدول الصناعية في العالم ويسيطر عليها يمين عنصري.

وصرنا نخوض ونتداول كثيرا النقاشات حول السقوط القيمي الذي ما لبثت تثبته الأنظمة الرأسمالية في خطابات دونالد ترامب الأمريكي أو بوريس جونسن البريطاني وغيرهما التي لا تعطي أية قيمة للإنسان أمام الأرقام، وتعالت أصوات الحديث عن الشهامة وخطابات باب الحارة…

لتسقط جميع هذه الخطابات في أول امتحان مباشرة بعد ان اتصل رئيس الجمهورية قيس سعيد بمحمود عباس وإسماعيل هنية وأعرب على نيته في تقديم المساعدة للشعب الفلسطيني رغم محدودية إمكانيات البلاد ودعوته المنتظم الأممي لتقديم المعونة هو أيضا…

وانقسم منتقدو الرئيس التونسي الى نوعين، أسوأ نوعية ممن انتقدوا سعيد هم “المتسيسون” عموما من منتمين أو غير منتمين للأحزاب الذين لم يجدوا ما يلومونه على سعيد سياسيا فيصنفونه مع هذا الطرف أو ذاك مع هذا التحالف الاقليمي أو ذاك بحكم أنه اتصل بطرفي النزاع (الأساسيين) في فلسطين واللذين يسيطر كل طرف فيها على منطقة ويبسط نفوذه على مؤسساتها وجميع مفاصل الحياة فيها، فغردوا علينا أنها شعبوية من سعيد وسفسطة وشعارات لا تؤكل ولا تسمن من جوع…

أما الفئة الثانية فهي جماعة “راجلها ممدود وهي تبكي على محمود” (وحتى الفئة الأولى استعملته في محاججتها) وهي فئة تنتظر يوميا أخبار تلقينا مساعدات من هذا أو ذاك دون أدنى شعور بالقلق، تقبل بنهم على الاستهلاك دون رغبة في أي إنتاج، تأخذ من الكل مدافعة عن حقها في الحياة وإن كان بمفردها، فئة مستعدة أن تقتل الجميع من أجل أن تعيش فلم يزعجها مشهد الرجل الذي بعد أن حصل كيس السميد مات دون يأكل منه ولو رغيفا وحيدا…

لهم جميعا هذا الكون لا يمكن أن يصلح حاله إلا إذا أمنا جميعا أنه علينا العمل على أن يعيش الجميع، عندما ندافع على حق الجميع في الحياة…

ختاما قد أختلف مع سعيد في كثير من الأمور وهذا طبيعي، لكني في كلمتين أنا مع سعيد في أن التطبيع مع كل اشكال الصهيونية خيانة عظمى وأن امكانياتنا القليلة نتقاسمها فيما بيننا ومع الجميع في العالم وأولهم الشعوب القابعة تحت الإحتلال وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني…

* ناشط حقوقي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.