الرئيسية » الصادق شعبان يكتب عن احتجاج 25 جويلية و عن الديمقراطية…

الصادق شعبان يكتب عن احتجاج 25 جويلية و عن الديمقراطية…

و الاحداث تتسارع حول حراك 25 جويلية و غلق المدن بالكامل منذ صباح السبت و التعبئة الأمنية و دعوات النقابات الأمنية اعوانها لضبط النفس و حماية المنشآت و التحلي بالمحايد في حراك الاحد 25 جويلية، كتب الصادق شعبان، الوزير السابق للعدل و للتعليم العالي زمن بن علي ما يلي:

“احتجاج 25 جويلية …

هو الدلالة على ان الديمقراطية لم تكن موجودة في العشرية الماضية … فلو كانت الديمقراطية موجودة لاصلحت نفسها بنفسها … اليست الديمقراطية إدارة الخلافات و تسويتها سلميا … اليست هي الجهاز التنفسي للنظام … و ها هو النظام الحالي يختنق …

كل المنظومة فشلت : أغلبية حاكمة و اقلية معارضة …

الناس سئموا من كل ما يجري … من السلطة و من المعارضة على حد سواء… و يريدون الكنس الشامل … اقرووا شعارات حراك 25 جويلية لتتاكدوا مما اقول …

هذا طبعا خطير … لان البديل غير معروف …

جماعات حراك 25 جويلية يناشدون رئيس الدولة فقط ( و لا اظنه يسمعهم ) و يطلبون منه اخذ الأمور بقوة و نشر الجيش … هذا لن يحصل في رأيي، و لو كان الرئيس اراد ذلك لفعل و الدستور يعطيه ما يكفي من صلاحيات زمن الازمة …

هل يريد دفعا شعبيا و شرعية اضافية ؟ لا أعتقد… و لا حاجة له بها …

هذا الاحتجاج لن يتوقف … قد يمنعه البوليس غدا … لكنه سوف يعود … و البوليس جزء من الشعب ، و الدولة متحللة ، و كل السنياروات ممكنة …

دخلنا الان بقوة مرحلة الاحتجاج خارج المؤسسات … قد نكون مقدمين على إعادة سيناريو 2011 … هذا الذي كما رأيتم إلى أي شيء أفضى… و اي مصائب أتى بها لتونس … كما رأيتم الايادي الخارجية في كل مكان و مصالح تونس تضيع مع تبعية و مديونية و إذلال …

إقتناعي ان الايام القادمة خطيرة … و ان انتظار 2024 أصبح صعبا و مكلفا …

حل البرلمان يتأكد بقوة … و تغيير النظام الانتخابي أصبح ضرورة و كذلك النمط الدستوري الذي مزق الدولة و ارتهن الشعب …

و في كل الحالات، العودة إلى صناديق الاقتراع تبقى الحل النهائي، و لا يتصور احد اننا سوف نقيم نظاما خارج الشرعية الانتخابية …

في هذا الإطار، تونس تحتاج إلى قوة انتخابية كبرى تعيد الدولة و تفرض الاستقرار و تقدم على الاصلاحات …

ما هي هذه القوة ؟ كيف تكون ؟ هذا هو التفكير الجدي و العاجل لإنقاذ تونس …

هذه القوة لن يملكها حزب واحد من الاحزاب الموجودة …و هذه القوة لن تنجح اذا بقيت تعمل بالسلوكيات السلطوية و بالاساليب القديمة …

في هذا الاتجاه نحن نفكر و نتقدم …”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.