الرئيسية » ندوة فكرية: “نحو مقاربة نقدية لكيفية معالجة ظاهرة العنف المسلط على المرأة” (تحليل و مقاربات)

ندوة فكرية: “نحو مقاربة نقدية لكيفية معالجة ظاهرة العنف المسلط على المرأة” (تحليل و مقاربات)

ركّزت الندوة الفكرية “نحو مقاربة نقدية لكيفية معالجة ظاهرة العنف المسلط على المرأة” أشغالها على ثلاثة محاور أساسية تمثّلت في «علاقات القوة والسيطرة كمولدات للعنف ضد المرأة” و«المؤسسات: أوجه القصور ومعالجة العنف ضد المرأة”، إلى جانب “المجتمع المدني كفاعل رئيسي في التعامل مع العنف ضد المرأة والحفاظ على المكتسبات”.

في الحصة الأولى من أشغال اليوم الأول، أكّدت الأستاذة درة محفوظ، في مداخلتها حول “مفاهيم ومقاربات سوسيولوجية ونسوية” ضرورة التفكير في المفاهيم المتمثلة في العنف الأسري والعنف المنزلي والعنف المسلط على النساء والعنف المبني على النوع الاجتماعي وتطور هذه المفاهيم ودراسة مخاطرها الاجتماعية.
كما دعت إلى الوقوف على العوامل المحدّدة للعنف والمبرّرة له وتأثير الأدوار النمطية في خلق ديناميكية علائقية تقوم على السلطة والهيمنة.

من جهتها، أفادت الأستاذة سمية بلحاج في مداخلتها حول “التعاطف /العنف: مقاربة علم النفس العصبي” أنّ ظاهرة العنف المسلط على المرأة يعدّ موضوعا للتفكير والتحليل في عدّة تخصصات على غرار علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة والحقوق، وفي وسائل الإعلام الوطنية والدولية، مبيّنة أنّ الظاهرة يجب أن تكون محل فهم ودراسة وضرورة العمل على التوعية والتحسيس للفئة المستهدفة لاسيّما النساء ضحايا العنف ونفاذهن إلى الخدمات الرعائية والقانونية، إلى جانب التفكير في دواعي تمظهر السلوك العنيف.

وفي مداخلتها حول “العنف ضد المرأة: تجربة فريدة من الألم الجسدي إلى المعاناة النفسية”، بيّنت الأستاذة ليليا عثمان الشلوقي هيمنة العقلية الذكورية مبرزة أنّ التعهد بالنساء ضحايا العنف ينبغي أن يتمّ من خلال العلاج الزوجين (Thérapie de couple)والوساطة العائلية.

واستعرض الأستاذ عبد الستار السحباني، في مداخلته حول “الفعل الجمعوي في الخد من العنف ضد المرأة: مفارقات التناول والمقاربات” قراءة نقدية لمختلف منهجيات تناول العنف ضد المرأة لا سيما المرأة في مختلف مجالات فعلها والمرأة في مفارقات الفضاءات، مبيّنا أنّ فترة ما بعد الثورة وجائحة كوفيد 19 قد كشفتا حدّة العنف وأبرزتا الوجه الآخر العميق للمجتمع ومعاييره وسلوكياته تجاه المرأة، معتبرا أنّ بعض وسائل الإعلام التي تعتمد الإثارة قد عمّقت أزمة العنف في المجتمع.

وقدّم الأستاذ العربي الدريدي في مداخلته خلال الحصة المسائية حول “النساء ضحايا العنف في فترة الحجر الصحي كوفيد19 سنة 2020″، نتائج الدراسة الاستطلاعية التي أنجزتها جامعة منوبة بدعم من الوكالة الجامعية للفرنكوفونية خصصن لعرض تجارب عدد من النساء من عدّة مناطق ومن أوساط مختلفة واللاتي تعرضن لعدة أشكال من العنف (الجسدي، الاقتصادي، الرمزي، الرقمي، ..) في فترة الحجر الصحي الشامل.

وفي مداخلته حول “أشكال العنف ضد المرأة في مسارات الهجرة والهجرة غير المنظمة”، أفاد الأستاذ حسّان قصار أنّ الهجرة أصبحت نسائية ولم تعد ذكورية فحسب نتيجة للتحولات التي طرأت على الأسرة التونسية، مؤكدا أنّ الهجرة لن تقتصر على نساء من النخبة أو ذوات المستوى التعليمي العالي وإنما تشمل النساء من مختلف الشرائح العمرية ومن مختلف المستويات التعليمية والمجالات.
وبيّن في السياق ذاته ظهور استراتيجيات جديدة للهجرة عبر تونس أصبحت المرأة المهاجرة أحد أركانها الأساسية، مؤكدا أن المرأة في الهجرة غير المنظمة تعدّ عنصرا هشا ومعرضا لشتى أشكال العنف والاستغلال.

وتمحورت المداخلة التي قدمها الأستاذ أحمد خواجة، بعنوان “المسكن الرديء: دراسة تحليلية لمظاهر العنف الاقتصادي والرمزي الممارس على المرأة في تونس”، حول تقديم عمل ميداني أنجز تحت إشراف “جمعية بيتي” بالتعاون مع جمعية “محامون بلا حدود” صدرت في كتاب “المسكن مرآة وقادح للتباينات من مختلف أشكال العنف الممارس على النساء اللاتي يعشن وضعية الهشاشة” في 2020. وكشف بالمناسبة مختلف أشكال معاناة المرأة من المسكن الرديء، وأكّد أنّ الأزمة الصحية بيّنت أنّ العنف الممارس على المرأة في الفضاء المنزلي والعائلي والخاص تضاعف بفعل وضعيات الاقصاء والحرمان والمعاناة التي تعيشها المرأة بحكم ضيق “المسكن” ماديّا ومعنويا وتكرّر مختلف العنف الزوجي والعائلي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.