التونسي و معضلة الموجود و المفقود و الموعود…

تونس تعيش منذ عدة أشهر على وقع المواد فقدان الغذائية المفقودة في الأسواق و أخبار عجز الدولة عن توريد هذه المواد من الخارج بسبب ضائقتها المالية الخانقة و انخرام مسالك التوزيع في الداخل و ما ينتج عن كل ذلك من ارفعاع للأسعار…

 بقلم فتحي الهمامي

الحليب شبه مفقود…

ماء “الصوناد” الصالح للشرب مفقود في بعض المناطق…

الماء المعلب في القوارير شبه مفقود…

زيت “الحاكم” شبه مفقود…

السكر شبه مفقود…

الأرز “الأصفر” شبه مفقود…

المواد الأساسية  أسعارها تشكو من عدم الاستقرار …

الحق في الحياة الكريمة – لفئات واسعة من الشعب – يكاد يكون مفقودا عو أيضا…

كذلك الأمل في غد أفضل – عند فئة واسعة من الشباب -…

وفي هذه الأزمة متعددة الأبعاد…

الدولة نريد أن يعود إليها دورها شبه المفقود…

والاقتصاد عافيته المفقودة…

والنزاهة قيمتها المفقودة…

والعمل حيويته المفقودة…

وتونس وهجها وروحها شبه المفقودين…

ولكن من الواضح أن العقل عند البعض من المعارضة شبه مفقود هو أيضا…

إذ أعماه الشوق لاستعادة سلطانه المفقود…     

فقام يحرض الشعب على “ثورة” جديدة…

باسم  كرامة مفقودة…

ويحثه على الهيجان لاستعادة “ديمقراطية” مفقودة…

ويدعي انه يخدم الشعب بهذه الحركة الجديدة…

وهو يساعد في الحقيقة (و إن كان لا يدري) على بَثّ روح جديدة في قوى الفساد والإفساد…

ويعاضد عودتها إلى مجدها المفقود…

وارجاع حريتها شبه المفقودة… 

كيف لا ؟ ألا يعشق المحتالون أن يكون الأمن مفقود…

وأن يكون الأمان مفقود..

و المستقبل مفقود…

و تلك حال من فقد العقل و فقد الاحساس بالمسؤولية و فقد الإيمان بقدرة العمل و العطاء و البذل من أجل الصالح العام…

ناشط حقوقي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.