تونس : لماذا يريد قيس سعيد إسقاط وديع الجري؟ 

هل صحيح فعلا أن الرئيس قيس سعيد يبحث بطريقة أو بأخرى عن إسقاط وديع الجري الذي يصفه البعض بأقوى رئيس جامعة كرة قدم عرفته تونس و أكثر شخص بحثت حركة النهضة على توظيف قوته و شبكة علاقاته الداخلية و الخارجية لتهديه منصب الوزارة الأولى بدعم قوى جدا من القيادة القطرية ؟

بقلم أحمد الحباسى

حين تدخل مجلة  مهمة  مثل “جون أفريك”  لصاحبها المرحوم البشير بن يحمد على الخط في عددها الأخير  لتجزم بوجود نية و عزم لدى الرئيس قيس سعيد لإسقاط السيد وديع الجري رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم و تنشر مقالا طويلا عريضا بتاريخ 4 أفريل 2023 بعنوان “قيس سعيد يريد رأس  المشرف على كرة القدم التونسية” و حين نعرف سعة إطلاع المجلة المذكورة و قربها اللصيق منذ سنوات عديدة من مراكز القرار في تونس فإنه لا يسعنا إلا أن نتساءل ماذا وراء هذا المقال و من أين أتت المجلة بكل تلك المعلومات و هل صحيح فعلا أن الرئيس قيس سعيد يبحث بطريقة أو بأخرى عن إسقاط من يصفه البعض بأقوى رئيس جامعة كرة قدم عرفته تونس و أكثر شخص بحثت حركة النهضة على توظيف قوته و شبكة علاقاته الداخلية و الخارجية لتهديه منصب الوزارة الأولى بدعم قوى جدا من القيادة القطرية.

إن محاولة إسقاط منظومة السيد رئيس الجامعة أو إسقاطه شخصيا لا تختلف في خطورتها و قيمتها و ارتداداتها عن إسقاط الشيخ راشد الغنوشي من منصبه كرئيس مجلس الشعب أو ضرب موقعه داخل حركة النهضة.

هل يشكل و ديع الجري خطرا على السلم الاجتماعي ؟

 لكن لنتساءل هل يسعى الرئيس قيس سعيد فعلا لإسقاط رئيس الجامعة السيد وديع الجري في نطاق ما يسميه بحرب مقاومة الفساد أو لما يتميز به الرجل من علاقة موصولة برئيس حركة النهضة شخصيا معتبرا أن القضاء على شيخ الحركة لا يمكن أن يتم إلا بعد قصقصة أجنحته الفاعلة و على رأسها السادة نورالدين البحري و علي العريض و حمادى الجبالي و عبد الكريم الهارونى و بطبيعة الحال السيد وديع الجري؟

هل سيتم جرّ رئيس الجامعة إلى مربع التحقيق القضائي من جهة كونه يمثل خطرا على الأمن القومي بسوء تسييره لمرفق التحكيم و ما  يقوم به هذا السلك المشبوه من أخطاء  كارثية كل أسبوع أدت إلى اصطدامات في بعض الجهات و إلى ارتفاع كثير من الأصوات المنادية بإيقاف كرة القدم و محاسبة كل من يتسبب في جرّ المواطنين لمهاجمة بعضهم البعض و ضرب السلم الاجتماعية و تصاعد لهجة العروشية و الجهوية المنبوذة؟ 

هل سينجح السيد الرئيس في إسقاط هذا الرجل بعد أن عجز عن ذلك السيد طارق ذياب وزير الرياضة السابق و كمال دقيش وزير الرياضة الحالي و بعد أن تمكن الرجل من تفادي عديد الضربات تحت الحزام من عدة شخصيات مختلفة الاتجاهات بحثت بكل الطرق عن التخلص منه.

الاستقواء بالجهاز الدولي لكرة القدم

 يدرك الجميع بمن فيهم السيد الرئيس طبعا أن السيد وديع الجري يمثل منظومة متشعبة العلاقات و الأطراف و المصالح و الأجندات و يعلم القاصي و الداني أن فتح ملف الجامعة و حسابات الجامعة سيكون بمثابة محاولة مستعصية لدخول عش الدبابير و أن الاستقصاء الجدّي و الفاعل في حسابات الجامعة مثلا سيربك كثيرا من الأطراف في الداخل و الخارج و يعلم البعض أن ما سلطه رئيس فريق هلال الشابة السيد توفيق المكشر من اتهامات صريحة حول شبهات الفساد و سوء التصرف في أموال الجامعة لم تذهب بعيدا و رفضت كثير من الأطراف بمن فيهم كبار رؤساء الأندية التفاعل مع هذا الموضوع بمن فيهم مساحات الإعلام و منصات التواصل الاجتماعي.

بطبيعة الحال من حق السيد وديع الجري و هو العالم بكثير من الأسرار و الخفايا التي تخص سوء التصرف و الفساد في الجامعة الدولية لكرة القدم و آخرها فضيحة ما يسمى “بقطر قايت” المتعلقة بالرشاوى التي تسلمها كبار القوم في هذه المؤسسة مقابل  التصويت لفائدة الملف القطري حول تنظيم كأس العالم 2022 بقطر، من حقه أن يستقوى بهذا الجهاز الدولي و يخرج لسانه استخفافا بكل من يحاولون إسقاطه.

 لا يخفى أن وزير الشباب و الرياضة قد عمل منذ تنصيبه على فتح ملف جامعة كرة القدم و تصرف السيد وديع الجري فيها و لا شك أن الوزير لم يصل إلى نتيجة مؤكدة أو  اتهامات واضحة و بالطبع وجد الوزير نفسه بلا “أسلحة ” قانونية أمام سطوة الهيكل الرياضي الدولي الذي يرفض تدخل الدول في هياكل تسيير الجامعات الرياضية وهو ما يعطى حصانة دولية من الصعب اختراقها أو تجاوزها لذلك يتساءل الملاحظون عن أي السبل المنطقية أو المقبولة التي سينتهجها السيد الرئيس و هل سيبحث في قوانين و لوائح  “الفيفا” عن فصل مشابه للفصل 80 الذي استنجد بتأويله و اغتصابه عنوة ليقوم بما تتهمه به عديد الأطراف من الانقلاب على الدستور.

هل يعتبر السيد الرئيس قرار حلّ الجامعة و محاسبة السيد وديع الجري مسألة سيادة وطنية و عدم الانصياع إلى قوانين الجامعة الدولية مسألة بإمكانه تحمل تبعاتها و ارتداداتها على الوضع العام المتردي في البلاد خاصة أن هذا الهيكل الدولي سيشن حربا بلا هوادة على تونس حتى لا يكون رفضها الخضوع للضغوط سابقة تستغلها عديد الدول .ليبقى السؤال : هل حدد السيد الرئيس الساعة الصفر لإسقاط السيد وديع الجري؟ و للحديث بقية…

كاتب و ناشط سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.