تونس : عميد المحامين يتهم مجلس المنافسة بالمس من استقلالية مهنة المحاماة

أعلن مجلس المنافسة انه قرّر “اتخاذ وسيلة تحفظية وقتية بشأن القرار الصادر عن الهيئة الوطنية للمحامين المتعلق بضبط قائمة في مقادير الأتعاب الدنيا للمحامي ومعايير تحديدها إلى حين البت في أصل النزاع المنشور أمام المجلس”. و من جهته أعرب عميد المحامين حاتم المزيو عن رفض الهيئة لهذا القرار الذي اعتبره يتضمن خرقا للقانون ومسا من استقلالية المهنة.

أشار مجلس المنافسة في بلاغ اصدره مساء الخميس 14 مارس 2024 انه “تبعا للقرار الصادر عن الهيئة الوطنية للمحامين المتعلق بضبط قائمة في مقادير الأتعاب الدنيا للمحامي ومعايير تحديدها، وبناء على تقريرالمقررالعام، تعهد مجلس المنافسة بمقتضى قراره في 14 فيفري 2024 تلقائيا بالوقائع المذكورة طبق ما تخوله له أحكام الفصل 15 من القانون عدد 36 لسنة 2015 المتعلق بإعادة تنظيم المنافسة والأسعار وأصدر في هذا الشأن قرارا بتاريخ 13 مارس الجاري قضى فيه بـ”اتخاذ وسيلة تحفظية وقتية بإيقاف العمل بالقرار الصادر عن الهيئة الوطنية للمحامين المتعلق بضبط قائمة في مقادير الأتعاب الدنيا للمحامي ومعايير تحديدها موضوع التعهد التلقائي، وذلك الى حين البت في اصل النزاع”.

واعرب عميد المحامين حاتم المزيو في تصريح لوكالة تونس افريقيا للانباء ان قرار مجلس المنافسة مازال تحفظيا، وهو يستهدف قطاع المحاماة كما انه قرار خارج السياق والتاريخ وفيه مساس من استقلالية مهنة المحاماة التي تتمتع باستقلالية سلطة تسيير قطاعها منذ سنوات.

مس صارخ من استقلالية مهنة المحاماة

واعتبر مزيو ان هذا القرار “فيه عيب في الاختصاص لأن مجلس المنافسة غير مختص في النظر في القرارات الصادرة عن الهيئات المهنية المستقلة ولم يتم في السابق “تعهد تلقائي” رغم صدور العديد من القرارات من قطاعات مهنية أخرى ومن فروع هيئة المحامين لأنه بصريح النص القانوني (مرسوم المحاماة) فإن مجلس الهيئة هو الذي يسير وينظم المهنة بكل استقلالية.

وشدد عميد المحامين على ان مسالة “التعهد التلقائي تطرح نقاط استفهام” والقرار الذي اتخذه مجلس المنافسة لا يمكن اعتباره في مصلحة المواطن الذي تتم مراعاة ظروفه عامة، بل انه يخدم مصلحة بعض لوبيات الفساد المالي والمهني في علاقة بالشركات الكبرى التي تقوم بممارسات مخلة بالمنافسة الشريفة وتفرض على المحامين “عقود إذعان” لأنها عقود متدنية في قيمة أتعابها وهو ما يعاقب عليه القانون.

واكد مزيو ان مجلس الهيئة سيعقد اجتماعا في أقرب الآجال لتحديد موقف واتخاذ القرارات المناسبة مؤكدا “الاستمرار في النضال لإصلاح واقع المحاماة والمحامين الذي قال انه تدهور في السنوات الأخيرة على جميع الأصعدة وباستهداف متعدد الأوجه من خلال عدم تبني السلطات العمومية لأي إصلاح اقترحته هياكل المهنة فضلا عن “التضييقات اليومية التي تسلط على عمل المحامين واستهدافهم بالإحالات والإيقافات” وفق تعبيره.

مقادير الأتعاب الدنيا للمحامي التي لا يمكن النزول عنها

وكانت الهيئة الوطنية للمحامين نشرت في 24 جانفي 2024 قرارا يتعلق بضبط قائمة في مقادير الأتعاب الدنيا للمحامي التي لا يمكن النزول عنها ومعايير تحديدها عملا بأحكام الفصل 33 من النظام الداخلي للمهنة ومعايير الأتعاب الإضافية.

وجاء في هذا القرار جدول مرجعي في نوعية الخدمات المسداة من قبل المحامي والأتعاب الموافقة لها الى جانب الأجور المستحقة زيادة على ذلك، في عدد من الخدمات على غرارحضور الجلسات وزيارات السجين والاستشارات سواء كانت كتبية او شفاهية.

و دعت الهيئة عموم المحامين في قرارها الى العمل بهذا القرار والتقيد موضحة ان هذه الأتعاب الدنيا صافية من الأداءات عن القيمة المضافة والمصاريف القانونية الإضافية.

وات.

شارك رأيك

Your email address will not be published.