بقلم:عمّــار قــــردود
قرر الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي تعيين سفيرً جديدً لتونس بالجزائر خلفًا للسفير الحالي عبد المجيد الفرشيشي
و قد وقع الإختيار على الديبلوماسي الناصر الصيد كسفيرً لتونس لدى الجزائر وفقًا لما أعلنت عنه وزارة الشؤون الخارجية التونسية اليوم الثلاثاء.و بحسب ذات المصادر فقد تم تعيين محمد الحبيب ساسي كقنصل عام لتونس بولاية تبسة الجزائرية. و تم إعتماد السفير التونسي المغادر لدى الجزائر عبد المجيد الفرشيشي في جوان 2014 أي في عهد الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي و يحسب الفرشيشي على حزب النهضة الإسلامي التونسي و تم إقتراحه من طرف وزير الشؤون الخارجية التونسية الأسبق منجي الحامدي و إعتبر المتتبعون للعلاقات الجزائرية التونسية لــــ”الجزائرية للأخبار” أن تعيين سفير جديد للجمهورية التونسية بالجزائر يعتبر بمثابة إنهاء مهام للسفير التونسي الحالي عبد المجيد الفرشيشي الذي لم يستمر في منصبه سوى 3 سنوات فقط و يؤخذ على الفرشيشي فشله في تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر و تونس و وقوفه موقف المتفرج على عدد من الأحداث التي تهم البلدين دون التدخل الفوري لمعالجتها كضريبة العبور المقدرة بـــ30 دينار تونسي و التي فرضتها السلطات التونسية على مركبات الجزائريين للعبور نحو تونس سنة 2016 و كادت أن تعصف بالعلاقات الجزائرية التونسية حيث قال الفرشيشي آنذاك، أن قرار السلطات الجزائرية الذي أعلنه وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة، بفرض غرامة على الرعايا التونسيين، عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل، هو “قرار سيادي”، مؤكدًا أن الملف محل متابعة من الحكومة التونسية. وأفاد الدبلوماسي التونسي ، أن استمرار فرض ضريبة الخروج من التراب التونسي على المركبات الأجنبية، بما في ذلك للجزائريين والمقدرة بـ30 دينارا تونسيا -حوالي 2100 دينار جزائري- هي محل متابعة من سلطات بلاده، ونبه أن إلغاءها لا يمكن أن يكون بقرار إداري، ولكن بتمريرها عبر مجلس النواب، كما حصل أول مرة لما تم اعتمادها، وشملت في البداية الأفراد، ثم اًسقطت لتمس المركبات فقط. وأكد السفير عبد المجيد الفرشيشي، ان تونس ولأسباب معينة تبحث على صيغة لتيسير إجراءات العبور من وإلى تونس، خاصة بالنسبة لسكان الحدود، ويرجح من كلام الدبلوماسي احتمال إسقاط الضريبة على سكان المناطق الحدودية فقط، باعتبارهم الأكثر تضررا من القرار المتخذ، وهم الذين يتنقلون أحيانا لأكثر من مرة في اليوم إلى الجارة تونس. و نفس الشيء يمكن قوله حول التصريحات غير المقبولة من طرف وزير البيئة التونسي و هو الأمر الذي جعل وزارة الخارجية الجزائرية تستدعي سفير تونس في الجزائر، عبد المجيد الفرشيشي لطلب تقديم توضيحات بشأن تصريحات وزير البيئة والشؤون المحلية التونسي رياض الموخر، خلال مؤتمر حول ” تونس أرض السلام في المتوسط” عقد في مدينة روما الإيطالية.وأكد البيان أن الوزارة أبلغت السفير التونسي أن تصريحات المسؤول التونسي حول الموقع الجغرافي لتونس والجزائر هو محل تساؤلات. أما بشأن القنصل العام التونسي الجديد بالقنصلية التونسية بولاية تبسة الجزائرية فقد جاء على خلفية إخفاق القنصل الحالي في عمله و خاصة بعد تزايد عدد التونسيين الراغبين في النزوح إلى الجزائر عبر الشريط الحدودي خاصة من تبسة. و يبدو أن السلطات التونسية تريد وجوه جديدة للعمل على تعزيز و توطيد العلاقات الثنائية بين الجزائر و تونس و التي تعرف منذ عدة أشهر بعض من الفتور و البرودة و بلغ في بعض الأحايين مستوى التوتر و يتهم السفير التونسي المغادر لدى الجزائر عبد المجيد الفرشيشي بفشله في الرقي بمستوى العلاقات بين البلدين و بقاءه مكتوف الأيدي في عدد من الأحداث و المواقف و القضايا التي كادت أن تعصف بمستقبل العلاقات الجزائرية التونسية.
شارك رأيك