الرئيسية » الاخواني لطفى العمدونى ، سيرة و انفتحت

الاخواني لطفى العمدونى ، سيرة و انفتحت

 

  بقلم أحمد الحباسى

لا يختلف فكر جماعة الاخوان على فكر بقية التكفيريين الارهابيين الذين نراهم ينتمون الى عدة توجهات عقائدية اخرى و لذلك نقول أن حركة النهضة ” التونسية ” التى أدى مرشدها العام راشد الغنوشى ولاء القسم لجماعة الاخوان زمن مرشدها المرحوم حسن الهضيبى لا تختلف فى توجهاتها و مخططاتها و افكارها عن فكر الجماعة مهما نافقت هذه الحركة فى مؤتمرها العاشر حين اعلنت تخليها عن الفكر الدعوى لصالح ممارسة السياسة و الخضوع الى قانون الاحزاب الذى ينظم المشاركة فى الحياة السياسية فى تونس و بالذات ما بعد ثورة 14 جانفى 2011 ،

ربما يعتبر لطفى العمدونى القيادى فى هذه الحركة من اهم قيادات الصف الاول و اخد الفاعلين فى توجهات الحركة و احد صناديق اسرارها و ما لا يعرفه الكثيرون عن الرجل يعتبر اكثر مما يعرفونه لان هذا القيادى الكبير كان احد شركاء التنفيذ الفاعلين فى كل المؤامرات و المخططات الارهابية و الدموية و العنيفة التى تعرضت اليها الساحة الاجتماعية و السياسية فى تونس منذ بدء نشاط هذه الحركة التى اوشكت الادارة الامريكية منذ ايام على توصيفها بالإرهابية .

يعتبر السيد لطفى العمدونى من المقربين للقيادى الصادق شورو احد كبار المتعصبين المتزمتين فى الحركة او ما يسمى اصطلاحا بالصقور و الصادق شورو كان من بين المحكوم عليهم بالإعدام فى عهد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة اضافة الى رفيق دربه لطفى العمدونى لذلك يمكن القول ان منطق السياسة و التحليل السياسى يفترضان ان يتحمل الرجلان مسئولية كل الجرائم الارهابية التى تمت فى عهد الرئيس السابق زين العابدين بن على و هى جرائم ارهابية دموية طالت المواطن التونسى مباشرة و حادثة حرق المواطنين فى شعبة باب سويقة تعتبر من اكثر الوقائع الارهابية الاجرامية التى ارتكبتها الحركة بقيادة السيد راشد الغنوشى و بعلم كثير من القيادات التى تؤثث المشهد السياسى بعد الثورة مثل نائب رئيس مجلس النواب المحامى عبد الفتاح مورو و وزير الصحة السابق فى عهد الترويكا عبد اللطيف المكى و النواب بالمجلس المذكور الصحبى عتيق و نورالدين البحيرى و حسين الجزيرى و وليد البنانى و محمد بن سالم وزير الفلاحة السابق و بالطبع رئيسى الحكومة السابقين حمادى الجبالى و على العريض ،

لعله من المفيد اليوم قبل الغد أن تفتح التحقيقات الجدية و المحايدة لمعرفة مدى علاقة جملة هذه الشخوص المتشددة بما حدث من عمليات ارهابية بعد الثورة من بينها اغتيال المناضلين الشهيدين شكرى بلعيد و محمد البراهمى اضافة الى اغتيال المناضل لطفى نقض فى تلك الحادثة المروعة التى لا تزال محل غموض فى كثير من خفاياها الغير المعلنة .

ان ميليشيات حركة النهضة معروفة و تم الاشارة الى مسؤوليتها فى عدة احداث دموية روعت المشهد التونسى فى عدة تقارير اعلامية ذات مصداقية كبيرة و لعل هناك اليوم من يعتقد فى مسئوليتها المباشرة و المتعمدة فى احداث السفارة الامريكية و ما نتج عنها من ارتدادات و ارهاصات تحملت تبعتها المالية و السياسية و الاقتصادية الحكومة التونسية بشكل غير مسبوق و لعله من الجدير البحث اليوم عن مسئولية السيد لطفى العمدونى فى كثير من الاحداث المرعبة التى هزت المشهد الاجتماعى و السياسى فى تونس زمن حكم الترويكا و بعده ،

هناك من يعتقد أن تسوية ملف التعويضات عن حادثة السفارة لم تكن لتتم لولا العلاقة المتينة بين السفير الامريكى السابق جاكوب والش المعروف بعلاقاته الصهيونية المتينة و بين بعض القيادات المعروفة من حركة النهضة و على رأسها طبعا السيد راشد الغنوشى ، هذا ما يجرنا للحديث عن علاقة الحركة بالادارة الامريكية و ما تبغيه الحركة من وراء هذه العلاقة المشبوهة خاصة و أن الحركة طالما نددت بهذا “الشيطان الاكبر ”

و هددت الشيطان الاصغر المتثل فى الربيبة الصهيونية اسرائيل بالويل و الثبور و عظائم الامور ليتبين لاحقا أن شيئا من هذا لن يحدث و أن اطلاق تلك الشعارات المنافقة كان من باب الاستهلاك المحلى لارضاء القاعدة المتصلبة فى الحركة حتى يفعل الله شيئا كان مفعولا ، فى هذه العلاقة هناك مكان للسيد لطفى زيتون و السيد لطفى العمدونى و لذلك بدأ الخلاف بين الرجلين ينمو شيئا فشيئا الى جاءت لحظة الانفجار ليتجرأ العمدونى على احد القيادات المقربة للسيد راشد الغنوشى و يرتكب جريمة خرق ” قانون الصمت ” الملزم لكل كوادر الحركة و يضطر القيادة للاجتماع على عجل و اتخاذ قرار غير متوقع فاجىء المتابعين كما فاجأ طبعا جماعة الاخوان فى مصر و فى تركيا على اعتبار مكانة الرجل داخل التنظيم العالمى للاخوان المسلمين .

ربما ظن البعض أن رحيل النظام السابق و رجوع ابناء حركة النهضة من المهجر و خروجهم من ” تحت الارض ” سيؤدى الى استتباب الامن و انصراف المواطنين للعمل و الانتاج ،

لا شىء من هذا تم لان من تعود على سرقة التاريخ و انتحال الصفة الدينية و ارتكاب التمويه الخطابى و اللؤم السياسى لن يتغير و لذلك كانت للسيد لطفى العمدونى صولات و جولات ” لاحتلال ” جامع الزيتونة لتأمين غطاء و مكان لتنفيذ بعض ” المشاريع ” المتمثلة فى غسيل الادمغة و الدعوة الى الجهاد المشبوه لخدمة اجندات صهيونية باتت معلومة خاصة بعد سقوط المؤامرة على سوريا و انكشاف أمر الجهات التى وقفت وراء تسفير الارهابيين التونسيين الى الشام و هذا الامر محل لجنة تحقيق فى مجلس الشعب فى ظل تسريبات مرعبة تتحدث عن دور فظيع لحركة النهضة و بعض رموزها من الصف الاول و من ما يسمى بالجناح العسكرى للحركة الذى تحدثت عنه عديد رموز النقابات الامنية و تناولته عديد التحقيقات المهمة فى جريدة الشروق و الصريح و الشارع المغاربى و بيزنس نيوز و موقع نواة على سبيل المثال ،

فى تدوينته المثيرة و العنيفة جدا التى اتهم فيها لطفى زيتون بالخروج عن ” الجماعة ” فيما يشبه التكفير و الاتهام بالردة كشف السيد لطفى العمدونى على حالة مزرية من التطرف الفكرى و الرغبة فى الانتقام من الشعب و من المؤسسات و كان كلامه فى منتهى الابتذال السياسى و الفكرى لتعارضه مع الدستور التى تزعم الحركة أنها أول من تنصاع اليه .

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.