الرئيسية » تونس : دعم قطاع الإعلام الخاص من الحكومة… أبغض الحلال…

تونس : دعم قطاع الإعلام الخاص من الحكومة… أبغض الحلال…

يبدو لي أن عودة وزارة الإعلام ليست بالفكرة السيئة… ولكن في سياق مختلف عما كان عليه الأمر في زمن مضى كَوزارة منع و مراقبة وصنصرة… وإنما في سياق تعهد الحكومة بإصلاح هذا القطاع الخطير الذي اثخن الدولة بالجراح وقطع أوصالها وأصبح يقود البلاد نحو الفتن والتباغض… بدون أي مهنية…

بقلم عبد الرزاق بن خليفة *

رغم قناعتي بالدور السلبي الذي لعبه عدد من مؤسسات الإعلام الخاص وارتباط البعض منها بالمال الفاسد… ودورها الواضح والجلي في مساندة الثورة المضادة والتأثير على الانتخابات ونشر الإشاعات المغرضة وفبركة الحوارات الموجهة…

إلا أن هذا القطاع لا يطرح فقط مسألة جودة ونزاهة ما يقدمه ولكن يطرح أيضا وضعا اجتماعيا صعبا للعاملين به ممن يشتغلون تحت اسلوب أقرب إلى العبودية في تجاهل تام لحقوقهم…

لذا فإن دعم الحكومة لهذا القطاع قرار صائب من ااناحيتين وله بعد اجتماعي واضح…

كما أن إفراد ملف تأهيل القطاع ورقمنته أمر محمود من شأنه ان يساهم في الرفع من جودة أداء المؤسسات الإعلامية الخاصة…

إلا ان ما يمكن معاتبة الحكومة عليه… هو عدم وضع هذا الدعم المهم في إطار عقد أهداف… مع ممثلي هذه المؤسسات حتى لا تذهب تضحيات دافع الضريبة سدى…

عقد أهداف تتقيد بمقتضاه هذه المؤسسات بتحقيق الأهداف المنتظر من الدعم ويكون الدعم مقترنا بنسبة تحقيق تلك الأهداف…

لأن التجربة بينت مثلا أن أغلب المؤسسات الإعلامية السمعية والمرئية لم تكن تدفع ما عليها إزاء ديوان الإرسال الاذاعي والتلفزي… رغم الإعفاءات المتتالية للعديد منها… بتدخل من الدولة… والحال ان الديوان يشتغل وفق آليات الشركات التجارية… و يفترض منه قطع الإرسال على كل من لا يدفع ما عليه…

وأخيرا…

يبدو لي عودة وزارة الإعلام ليست بالفكرة السيئة… ولكن في سياق مختلف عما كان عليه الأمر في زمن مضى كَوزارة منع و مراقبة وصنصرة… وإنما في سياق تعهد الحكومة بإصلاح هذا القطاع الخطير الذي اثخن الدولة بالجراح وقطع أوصالها وأصبح يقود البلاد نحو الفتن والتباغض… بدون أي مهنية… خاصة مع بروز هذه الفقاقيع والطحالب الإعلامية المتمثلة في الجرائد الإلكترونية مجهولة المصدر و التمويل والتي باتت تتحكم في المشهد الإعلامي… بطرق مريبة… فلا نعرف عنها لا المدير المسؤول ولا المحررين من هم ولا عن مصادر معلوماتهم…

بعضها يسيرها أصحاب سوابق… وأغلبها يشرف عليها… دخلاء عن الإعلام… ليس لهم شهادات من معهد الصحافة… التي يعاني ابناؤها من البطالة…

عدا قلة منها أتابعها شخصيا وأجد فيها حدا أدنى من الحرفية مثل Kapitalis و Leaders وBabnet وحقائق أونلاين… (وهذا تقييمي الشخصي)…

المقترح إرجاع وزارة الإعلام لتتعهد بإصلاح هذا القطاع… خاصة وان الهايكا هيئة تعديلية بالأساس… فشلت لحد الان في مهامها… وتفتقد إلى النجاعة…

يعتقد البعض ان الاستقلالية التامة للهيئات المستقلة عن السلطة التنفيذية امتياز… وفي الحقيقة هي عائق… أمام تطور القطاع المعنى… أحيانا…

* ناشط سياسي.

مقال لنفس الكاتب بأنباء تونس :

شارك رأيك

Your email address will not be published.