ندوات وجلسات فكرية ضمن فعاليات اليوم الثاني من المنتدى الدولي “انسانيات” (صور)

شهد اليوم الثاني للمنتدى الدولي للعلوم الإنسانية والاجتماعية “إنسانيات” ثراء وتنوعا على مستوى أطروحات ومضامين الندوات والجلسات الفكرية وذلك بالتوازي مع ورش العمل.

ومن بين هذه الأنشطة الثقافية مائدة مستديرة عن العلوم الإنسانية في المغرب الكبير وخارجه” والتي ناقشت “دراسات إلغاء الحيازة حول المغرب العربي في فرنسا، الدروس الأولى من الكتاب الأبيض” فيما اهتمت الجلسة الفكرية “ميراث ابراهيم” ويشرف عليها الجامعي فوزي البدوي بعدد من المحاور والمقاربات والتساؤلات على غرار “هل لازال من الممكن تأسيس الايمان على التاريخ؟” ومن بين المشاركين في ورقات هذه المائدة المستديرة آمال زيتوني، آمنة جبلاوي وجهينة البجاوي.
وسجل اليوم الثاني من منتدى “انسانيات 2022” مناقشات لمقاربات بحثية تتعلق بــ”منافي المفكر العربي الثلاثة”، “اللحظات الثقافية للفلسفة مقامات الكلي” وذلك إلى جانب قراءات في الادب العربي.

وفي المائدة المستديرة “مقاربات للفلسفة في تونس من التاريخ إلى التفكير”، التي أدارها الأكاديمي فتحي التريكي وشارك في مداخلتها الأساتذة محمد محجوب، جلال الدين سعيد والمولدي عز الدين وتناولت بالنقاش مسار التجربة الفلسفية في تونس والتي تبلغ هذه السنة عامها الستين على مستوى التدريس وهي بالتالي محل قراءة ومراجعة ومناقشة، لا على جهة التوصيف الخارجي مثلما استقر على ذلك بعض “إخباريي” (chroniqueurs) الفلسفة، في تونس وخارجها، وإنما على جهة قراءة الأثر ومجادلة افتراضاته، وإجلاء إشكالياته، واستشراف أسئلة المستقبل فيه كما تعود المائدة المستديرة “مقاربات للفلسفة في تونس من التاريخ إلى التفكير” إلى التاريخ القديم للفلسفة في تونس ومن إشكاليات الطرح كانت فلاسفة الجامعة التونسيون: التأثيرات والأعمال والإشكاليات والأسئلة، الفلسفة والترجمة، الفلسفة والثقافة في تونس:
الفنون، الآداب، النقد، الحضاريات، الدراسات اللغوية، الفكر التاريخي،وجوه التفكير الفلسفي الكلاسيكي في تونس، استئناف التفلسف في تونس وإمكانيات الحوار بين “القدماء والمحدثين” وأسئلة المستقبل المطروحة على الفلسفة في تونس.
“اللاشعور والعلوم الإنسانية في العالم العربي” كان محل نقاش أيضا في اليوم الثاني لــ”منتدى إنسانيات” واللاّشعور هو أهمّ فرضيّة صاحبت تأسيس التّحليل النّفسيّ على يد سيغموند فرويد وجاءت الأبحاث النّفسيّة، حسب فرويد، لتدعو الإنسان مرّة أخرى إلى التّواضع ونبذ “جنون العظمة”، فهي “لا تبيّن للأنا فحسب أنّه ليس سيّدا في بيته، بل تبيّن له أنّه
محكوم عليه بالاكتفاء بمعلومات نادرة ومفتّتة عمّا يقع في حياته النّفسيّة وخارج وعيه.” (مقدّمة في التّحليل النّفسيّ، 1915-1917).
مناقشة مسألة “اللاشعور والعلوم الإنسانية في العالم العربي” في زمن الكوفيد 19 وتبعاته يدعو للتّأمّل مجدّدا فيما تواجهه البشريّة من “أنانيّة ساذجة”، ومن أوهام سيطرة ومركزيّة وتطابق مع الذّات.
“الثورة التونسية في المدى الطويل” هي بدورها احدى محاور الندوات الفكرية لمنتدى انسانيات وهي محاولة لكي نعرف إلى أي حدّ تبشّر هذه الثورة بتحرر سكان هذا البلد. والمقصود منتهى عمل للأزمنة الحديثة مطوّل، حقّق انتقال سكان هذا البلد من وضع رعايا خاضعين للمجموعة التي ينتسبون إليها ومنقسمين في شكل فسيفساء من مجموعات صغرى، واقعة تحت سلطة أجنبية إلى أفراد أحرار، منفصلين عن هيمنة البنى التقليدية، مواطنين أحرار ومتساوين أمام القانون، مؤمنين بكامل حقوقهم، وهم مصدر القانون وشرعية الحاكمين في إطار دولة-أمّة ذات سيادة
وصبغة لائكية.   وفي ورقة “قضايا عربية من مصر وفلسطين وشمال افريقيا” تتناول الجلسة مظاهر من عدم الاستقرار في العالم العربي في الفترة المعاصرة وذلك من خلال تقديم أمثلة من بينها الجزائر والمغرب وسوريا ومصر
والصحراء الغربية وفلسطين. فالورقة الخاصة بالجزائر تثير مسألة التغير المناخي وعدم الاستقرار وتشير إلى أنّ حرائق 2021 كشفت عجز الدولة الجزائرية عن التعامل مع الوضع بكفاءة وانّ ذلك أدى إلى توتّر بين المغرب والجزائر إذ اتهّمت الثّانية الأولى بالمساعدة في إشعال الحرائق. وبذلك هددت كارثة المناخ الأمن القومي والبشري للبلد.
وتعرض الورقة الخاصة بالجامعة العربية تاريخ هذه المؤسّسة في مناصرة قضايا فلسطين والصحراء الغربية. 
وتبيّن الورقة الخاصة بسوريا أنّه يمكن اعتبار الحروب (لا الحرب) على البلاد الموجة الثانية والأكثر عنفًا من حرب 1967 التي دمّرت مصر وأرست أرضية تقويض التنمية الاقتصادية بها في عهد السادات. ولقد دمّر السادات الصناعة المصرية من خلال خصخصة القطاع العام وتهميش مصر كقوة إقليمية. ومع ذلك فإنّ الحروب على سوريا فشلت
في تدمير الدولة فيها. وضمن هذا السياق تسعى هذه المداخلة إلى معالجة الإشكالية التالية ما هي حدود تأثير الكوارث الطبيعية في الاستقرار الداخلي خاصة في الدول التي تعرف صعوبات سياسية واقتصادية ترتبط بمرحلة الانتقال
الديمقراطي؟ وهل يمكن أن يمتد تأثير المخاطر البيئية في شمال افريقيا إلى تهديد الاستقرار الإقليمي للمنطقة؟
وتهدف هذه الورقة إلى درس دور جامعة الدول العربية في نزاعين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: الأوّل يتعلق بالقضية الفلسطينية والثّاني بالنزاع على مستعمرة اسبانية سابقة: الصحراء الغربية. 

يشار إلى ان منتدى “انسانيات” في دورته الأولى ينتظم من 20 إلى 24 سبتمبر 2022 والذي تدور فعالياته بالمركب الجامعي بمنوبة ومدينة الثقافة الشاذلي القليبي ينظم من قبل جامعات منوبة، تونس وتونس المنار وعدد من مؤسسات الجامعية والأكاديمية منها معهد البحوث المغاربية المعاصرة،”المجتمع ذو الاهتمام العلمي للشرق الاوسط والعوالم الإسلامية”، جماعة البحث في الشرق الاوسط والعوالم الإسلامية” وعدد من الجمعيات.

المصدر : بلاغ

شارك رأيك

Your email address will not be published.