تدهور النجاعة الدبلوماسيًة لا يساعد تونس على حشد الدعم الخارجي

إن مراجعة جذريًة للدبلوماسيًة التونسيًة من أوكد الأولويًات لإنقاذ تونس من ضائقتها وإعادة تموقعها في ظلً التطورات الجذريًة التي تتبادر على الساحة الدوليًة و تمثًل تحدًيات تقتضي الحكمة و الحنكة و الجرأة قصد تحويلها الى فرص تاريخيًة لفائدة تونس و شعبها و اقتصادها.

بقلم إلياس القصري

لقد توسًمت خيرا شخصيًا بالقرارات التي اتخذها الرئيس قيس سعيًد في 25 جويلية 2021 قصد فكً القيود التي كانت تكبًل السياسة و الاقتصاد و إعطاء انطلاقة جديدة تسمح بالتجاوب مع تطلًعات كل فئات الشعب التونسي من شباب مهمًش و فاقد الأمل في المستقبل و مناطق مفقًرة تحت تسمية مناطق الظل ورجال أعمال كبًلتهم و أنهكتهم الضبابيًة و السلطة التقديريًة الإداريًة و الجبائيًة و جبروت أصحاب المصالح المكتسبة في الإدارة و الاقتصاد و المنظًمات الاجتماعيًة التي يراد بها أن تكون ازليًة مهما كان الثمن و الزمن.

إن كانت مؤشًرات التحسًن في المجالات الاجتماعيًة والاقتصاديًة محلً جدل و صعبة التحديد فإنً تدهور نجاعة الدبلوماسيًة التونسيًة يبدو محلً إجماع وطنيً و دوليً رغم الحاجة الملحًة لتجنيد الدعم الخارجي لإخراج تونس من أزمتها الحاليًة و الشروع في برامج من شأنها دعم انطلاقة جديدة للاقتصاد الوطني و إشعاع تونس على الساحة الدوليًة.

حسب تجربتي المتواضعة لأربعين سنة ممارسة دبلوماسية في بلدان فاعلة على الساحة السياسيًة و الاقتصاديًة الدوليًة ليس هناك مجال للشك ان مراجعة جذريًة للدبلوماسيًة التونسيًة من أوكد الأولويًات لإنقاذ تونس من ضائقتها وإعادة تموقعها في ظلً التطورات الجذريًة التي تتبادر على الساحة الدوليًة و تمثًل تحدًيات تقتضي الحكمة و الحنكة و الجرأة قصد تحويلها الى فرص تاريخيًة لفائدة تونس و شعبها و اقتصادها.

ان كانت لي شخصيا أسباب للشعور بخيبة الأمل بعد 25 جويلية فإنًي أرى على رأسها الشللً الذي لا يزال يكبًل الدبلوماسيًة التونسيًة و يغيًبها عن دورها الطبيعي والتاريخي للإسهام في التغلًب على التحدًيات الجمًة التي تجابهه تونس داخليًا و خارجيًا.

فيصعب التصور أنه قد يكتب لمؤسًسة الدبلوماسيًة التونسيًة الارتقاء إلى تحدًيات العصر بآليًات قانونيًة و إداريًة و وجوه ساهمت أو على الأقلً عايشت تهميشها و إفراغها من مضمونها و رجالاتها تحت حكم الأحزاب التي يجمع القاصي و الداني على فشلها و التشكيك في وطنيًتها.

سفير سابق.

شارك رأيك

Your email address will not be published.