تونس : جمعية تندد بإحكام قبضة السلطة على حرية الرأي والتفكير والتعبير

في البلاغ التالي الذي أصدره يوم 23 سبتمبر 2023 بعد المضايقة البوليسية التي تعرض لها أخيرا رسام الكاريكاتير توفيق عمران المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة يذكر السلطة السياسية في تونس أن “القانون لا يُجرّم الخيال والإبداع”.

تمّ مساء يوم الخميس 21 سبتمبر الجاري إيقاف رسام الكاريكاتير التونسي الشهير توفيق عمران احتياطيا لمدّة ساعات بشبهة “الإساءة إلى الغير” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشره رسمَين انتقد فيهما رئيس الحكومة بطريقته الهزلية المعتادة، على أن يمثل أمام وكيل الجمهورية يوم الإثنين 25 سبتمبر.

ويعتبر المرصد الوطني للدفاع عن مدنية الدولة هذا الإجراء العدلي خطوة جديدة في غاية الخطورة، بعد إحالة عدد كبير من الإعلاميين وأصحاب الرأي على القضاء، في طريق مزيد إحكام قبضة السلطة على حرية الرأي والتفكير والتعبير، وصلت هذه المرة إلى حدّ محاسبة الهزل. 

إن النقد الهزلي والسخرية “السوداء” هي من الأدوات القديمة والمُتجدّدة للتعبير وحقّ بديهي لكل صاحب رأي طالما أنه لا يمس بالحياة الشخصية ولا يحتوي على السبّ والشتم. بل هي من علامات الخيال الخلّاق والإبداع الفكري الذي يستوجب العناية والتشجيع من أجل الارتقاء بالمجتمع إلى درجة التحاور بالهزل والضحك. ولقد كان ذلك مُتاحا في بلادنا منذ عشرات السنين عندما كانت تصدر صحف دوريّة هزلية، على غرار جريدة “القنفود”، عندما كان مجتمعنا منفتحا أكثر ممّا هو عليه الآن.

ويُطالب المرصد بغلق ملف الرسام الهزلي اللامع توفيق عمران وملفات كافة أصحاب الرأي. كما يُجدّد المطالبة بالتخلي نهائيّا عن المرسوم 54 الذي يحدّ بشكل فظيع من حرية التعبير، حتى يكفّ أصحاب الفكر عن الرقابة الذاتية التي أصبحت منتشرة منذ صدوره، وحتى نضع بلادنا على سكّة احترام الرأي المخالف وحقوق الإنسان عموما.

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.