الرئيسية » قراءة في ”تشكيلة ” الشاهد والأربعين… وهوامشها.

قراءة في ”تشكيلة ” الشاهد والأربعين… وهوامشها.

الباجي-و-الشاهد

بقلم د.محمد عبد العظيم *

بعد انتظار طال وأقلق انطلق الدخان الأبيض من دار الضيافة بقرطاج وتكرم السيد الشاهد بإعلان عناصر الفريق الذي سيواجه به كما وعد الإرهاب والفساد والكساد والقذارة…

وكانت دقائق الانتظارالأخيرة حاملة لما يمكن اعتباره خيبة أولى إذ أذيع أن السيد رئيس الحكومة المكلف قررانتظار نهاية مقبلة كرة القدم ،فهل يعني ذلك أن المقابلة أهم عنده  من حكومة الوطن العتيدة ؟ فالمنتظر هو أن تقطع التلفزة النقل لا أن يؤجل هو الإعلان ؟؟

المهم أعلنت التشكيلة المنتظرة فرأيناها عجة أو شكشوكة تونسية ـ لا يهم ـ ألم يرد لها أن تكون حكومة وحدة وطنية ؟ ولكن هل هي كذلك فعلا ؟ ما هذا التعتيم الإعلامي المقصود عن الانتماء الحزبي ، وما هذه الوجوه الغائم انتماؤها ؟ ثم منذ إطلاق مبادرة صاحبها الأول قبل شهرين وقع انتقاء للاطراف المعنية بالاستشارة فغيب العديد دون مقياس واضح ؟ البعض دخل الملعب ثم انسحب فورا والبعض الآخر بقي يتردد بين الحلبة ومقاعد الاحتياط دون مبرر يقنع بسبب أو شرط ثم إسقاطه ؟كل هذا والمواطن المسكين ينتظر وصول سفينة نوح حتى وصلت وأمكن النظر فيها.

فكان اللافت الأول عدد أعضائها : أربعون بحارا وربان ؟؟؟ أولا : طاقم جديد في الغالب سيتقاضى مرتباته وامتيازاته من خزانة دولة الفقراء التي قالوا إنها مهددة بالإفلاس ؟ ولم يسبق أن سمعنا  بحكومة تشكل في مثل الظرف الذي نحن فيه لتنقذ الاقتصاد بمثل هذا العدد؟ ليضاف إلى طاقم الوزراء الذين تداولوا علينا منذ ست سنوات  وما بقي لهم من امتيازات… تضاف كلها إلى مترتبات وامتيازات ثلاثة رؤساء وكم من رئيس حكومة ؟؟؟ أليس من الأجدر أن تبدأ مقاومة الفساد من هنا ؟؟؟ ثم ، ودائما في نقطة العدد ألم ينتبه السيد يوسف إلى ما قد يثيره من تندر : يوسف والأربعون … فماذا إن أضيف إلى اسمه صوتا ـ باباـ وأين سيتجه التفكير وهل سيبقى الوزير وزيرا؟؟؟ أم سيصبح ”يوسف بابا والأربعين ….“؟؟؟

الأهم ، ندخل الآن إلى العمق قليلا لننظر في العناصر من خلال ما نشر من سير ذاتية رغم اقتناعها بأن أغلبها مزين ومغالط لكي لانقول مدلسا ، ونبدأ بالقائد فنراه قد حاز الحسنيين : الدراسة بفرنسا والعمل مع الأمريكيين وضمن هيكل يثير تساؤلات ؟؟ووجدناه قد حاول تطبيق هذا الشرط على العديد من أعضاء فريقه ،ودون ذكر للتفاصيل والأسماء تبين أن ثمانية منهم قد تخرجوا من جامعات أمنا الحنون وبعضهم قد عمل أو تعامل مع هياكل دولية أو أجنبية  فيها نظر؟

وحين ننتقل إلى موضوع الكفاءة نرى أن أغلب الجماعة قد وضع حيث لا مناسبة بين قدراته العلمية وسيرته المهنية وبين ما كلف به ،حتى إن تجاوزنا الوزراء الذين أثاروا تندرالتابعين وملاحظات وسائل الإعلام المختلفة ،وقد وجدنا تحديدا وزيرين فقط قد وضعا حيث يجب أن يكونا.بل إن بعض الاختيارات قد تثير نقاط استفهام عديدة لحساسية مواقعهم وطبيعة توجهاتهم ….

وبالعودة إلى الأطراف المشاركة نلاحظ أن الحزبين الأساسيين : النداء والنهضة قد حازا نصيب الأسد رغم محاولة التعمية واعتماد الموالي بدل الأصيلين …أما الأطراف الملحقة لاستكمال الديكور فكانت ذات ألوان باهتة ولا يخلو اعتمادها من استغلال بعض صفات عناصرها وهي في الغالب عناصر مفردة ليس وراءها داعم سياسي يعتد به .

وأما الأطراف الاجتماعية التي أراد صاحب المبادرة أن تكون مشاركتها شرطا لاكتساب صفة الوحدة الوطنية فقد غاب أغلبها وحضر الطرف النقابي بدهاء شديد فهو مثال الغائب الحاضر بل الفاعل بامتياز فقد عين وزيران من معدنه وإن ابتعدا عنه برهة وأصبحا يفكران في العودة في المؤتمر القادم فحانت فرصة المشاركة بهما أولا وابعادهما عن القيادة ثانيا .ثم إن لكل منهما وظيفة أخرى فأحدهما قيادي نقابي قديم وأصبح يشتغل بعد 14 جانفي عند حزب النداء والثاني محسوب على أقصى اليسار الرافض فجيء به ليكون ذلك اليسار مشاركا رغم أنفه كما هو شأن أحد كتاب الدولة الذي عين ليحسب على الشق القومي بعد أن فشلت عملية تطويعه للمشاركة الصريحة . ولا شك أن هذه من المناورات الذكية التي لايتقنها أحد مثل ما يتقنها كبير الدهاة صاحب المبادرة  ليضرب عدة عصافير بحجر واحد حتى يقول للجميع إنه نجح في توريط الأغلبية إذ تعذر جمع الكل وتبدو حكومته كما أرادها ”حكومة وحدة وطنية ”أحب من أحب …ولا يهم إن كانت من قبيل البضاعة المغشوشة ألسنا في عصرالغش في كل صناعة ؟؟؟؟؟

…………………………………………………………………..

*الدكتور محمد عبد العظيم ، أستاذ اللغة والحضارة العربية بالجامعة التونسية

**المقال نص تدوينة على الحساب الشخصي للمؤلف في الفايسبوك

………………………………………………………

المواقف والأفكار التي تنشر في قسم “أفكار” لا تلزم إلا أصحابها ولا يعني نشرها من قبلنا تبنينا لها بأي صفة من الصفات .

 

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.