الرئيسية » ليلى الغنوشى ..عفوا الشتاوى

ليلى الغنوشى ..عفوا الشتاوى

 

بقلم أحمد الحباسي 

قالت فيها زميلتها النائبة هالة عمران ما قال مالك في الخمر و كان التوصيف الأكثر تكرارا هو اللؤم و تقلب المواقف و خيانة الأسرار و ” بيع ” الأصدقاء .

هذه هي النائبة ليلى الشتاوى المعروفة بنقل السلاح من هذا الكتف إلى ذاك الكتف في إشارة إلى تقلب مواقفها السياسية إضافة إلى خيانتها للماء و الملح السياسي ، في عرف السياسة السيدة النائبة أصبحت ورقة محروقة و شخص لئيم خبيث يخشاه و يحتاط منه الجميع ، أيضا لا بد من التذكير بكون هذه السيدة قد كانت وراء ما سمي بفضيحة تسريبات النداء التي فضحت كثيرا مما يدور داخل الغرف المغلقة في حركة نداء تونس و كانت نهايتها الطرد من الحزب ،

تقول النائبة هالة عمران منذ ساعات أن زميلتها في مجلس نوائب الشعب و ليس نواب الشعب هي امرأة مشبوهة بكل المقاييس الأخلاقية السياسية و هي سيدة ” فتانة ” قامت بدور النميمة و اختلاق الأكاذيب لتخلق انقساما بين شخوص حزب النداء الحاكم و كان لها دور محوري في جميع أزمات و انشقاقات هذا الحزب الآيل للسقوط بعد خروج رئيسه و مؤسسه إلى قصر قرطاج تاركا هذا الإرث الذي حقق سقوط حركة النهضة و مشروع الإسلام السياسي في انتخابات 2014 بيد غلام عبيط اسمه حافظ و بعض الغشاشر الآخرين الذين نفخوا في أوداجهم الكالحة من فرط الغرور ليختلقوا لأنفسهم زعامة من الحيط كما يقال .

يعلم اغلب المتابعين أن ليلى الشتاوى قد كانت من المقربين للسيد محسن مرزوق رئيس حزب ” مشروع تونس ” احد الأحزاب الكرتونية الكثيرة التي تؤثث الحياة السياسية في تونس و الذي تبين أنه فاقد للشرعية الشعبية في امتحان الانتخابات البلدية الأخيرة ، في هذا السياق تتهم النائبة هالة عمران زميلتها بكونها من تكون وراء التسريبات الأخيرة التي كال فيها الرجل كثيرا من الاتهامات لغشير النداء ولد الباجى ،

المثير في هذه التسريبات على فكرة أنها لم تؤد إلى حد الآن إلى ردود فعل من جميع الأطراف ذات العلاقة و ربما كان لإيقاف المنشط بوبكر بن عكاشة من برنامج التقطيع و الترييش و النميمة ” ميدى شو ” منذ ساعات قليلة و تعويضه بالمتألقة أمينة بن دوة دور في عدم انتشار عدوى الردود الانفعالية و الضرب تحت الحزام من أطراف هذه التسريبات ، في مجمل الأحوال ما تقوله النائبة هالة عمران مثير بكل المقاييس لأنه يكشف مرة أخرى عن ” معدن ” هؤلاء السياسيين الفاسدين الذين يؤثثون المشهد السياسي و الذين يقال عنهم أنهم يعبرون عن الوجه الجديد بما يسمى بالديمقراطية او التحول الديمقراطي في تونس ، نحن لا ننسى طبعا أن هناك من اتهم هؤلاء النواب بالفساد و بالرشوة و بكونهم يمثلون مصالح الإرهابيين و المهربين و لوبيات الفساد في تونس و هناك من اتهم بعض النواب بالعمالة للخارج و بخدمة أجندات أجنبية لنتبين في نهاية الأمر أننا أمام مجلس متعفن بكل المقاييس .

لعل أكثر المتابعين تفاؤلا يدركون أن ما قيل في المؤتمر العاشر لحركة النهضة منذ اشهر قليلة من تحول و مراجعات هو محض خيال لان مشروع الإسلام السياسي ليس مشروع الحركة حتى يمكنها التخلي عنه لو أرادت أو تحاول تعصيره أو تغييره إلى الأفضل بل مشروع الأخوان المسلمين في العالم و هذا المشروع مرتبط ارتباطا عضويا بمشروع الصهيونية العالمية في المنطقة العربية و هو التقسيم و بث الفوضى و الدفع إلى الحروب الأهلية و الكراهية بين الأديان ،

هنا يجب التذكير أن تأسيس حزب النداء قد كان في الأساس لمواجهة هذا المشروع الكبير و ليس لمواجهة حركة النهضة كأحد الأدوات المنفذة لهذا المشروع و حين سقطت الحركة من الحكم كان عليها أن تستكين بعض الشيء حتى تمر العاصفة خاصة بعد اغتيالها للشهيدين شكرى بلعيد و محمد البراهمى و سقوط محمد مرسى في مصر و ما نتج عن ذلك من تداعيات سلبية على الإخوان المسلمين في ذلك البلد ،

لم تتأخر حركة الفوضى إلا لتقفز أكثر كما يقال و كان معلوما من كثير من التصريحات التي واكبت حالات التعفن و الانشقاق داخل حركة نداء تونس أن حركة النهضة قد تداخلت بين أصدقاء الأمس لتدفعهم إلى فض الشراكة السياسية لتكوين أحزاب كرتونية يعلم الجميع أنها لن تقدم و لن تؤخر في المشهد السياسي بل أن المستفيد الأول من هذا التخريب المتعمد هي حركة النهضة التي لم يخف بعض صقورها حالات النشوة و الشماتة ، في هذا الإطار المتعفن تأتى تسريبات النائبة ليلى الشتاوى الخاصة بمحسن مرزوق و هي تأتى في وقت تحدث فيه البعض عن ضرورة رجوع الابن الضال إلى حزب النداء مع غيره من المنشقين لإعادة اللحمة للحزب الحاكم و رأب الصدع بين أبناء الفكر الواحد الرافض لهيمنة و وجود حركة النهضة كشريك في الحكم .

بطبيعة الحال كان هدف التسريب واضحا و منطقيا و هذا ما تؤكده النائبة هالة عمران في تدوينتها الأخيرة ، لكن من المهم أن لا نغفل تصريح نائبة التسريبات و حمالة الحطب ليلى الشتاوى منذ ساعات و الذي تحدثت فيه لأول مرة عن ” إكبارها ” و تقديرها لموقف مرشد حركة النهضة المساند لبقاء رئيس الحكومة يوسف الشاهد في منصبه ،

هذا التصريح المثير للسخرية يؤكد مرة أخرى أن هذه الطبقة السياسية التي تحكم البلاد في مواقع مختلفة لا تملك الرؤية السياسية الثاقبة بدليل أن كثير من المحللين يعلمون أن موقف الحركة لم يكن يوما لصالح تونس بكل المقاييس بدليل قيام كثير من الأدلة و البراهين على كونها من تكون وراء شبكات تدريب و تسفير الإرهابيين إلى سوريا و من تكون وراء الاغتيالات السياسية و من تكون وراء ما يحدث من توتر و احتقان اجتماعي في كثير من مناطق الجنوب و من تسعى إلى إحداث شرخ عميق بين الحكومة و الرئاسة من جهة و بين الاتحاد حتى تعم الفوضى و يكثر الهرج و المرج المضر بالأمن العام و تتاح الفرصة لدخول و تسريب كثير من الإرهابيين العائدين من سوريا الذي تتحدث كثير من التسريبات الإعلامية عن تواجدهم على الحدود الليبية التونسية .

نحن إذن أمام سؤال مهم : لماذا تم التسريب في هذه الفترة بالذات و لماذا تزامن هذا التسريب مع محاولات لم الشمل بين الندائيين و خصوصا لماذا خرجت هذه النائبة المشبوهة بهذا التصريح ” المبيض ” لموقف مرشد الإخوان في هذا الوقت بالذات و الحال أن موقف هذا الأخير لم يكن جديدا بل هو تصريح مكرر منذ اشهر لم ينل ثقة كل المتابعين للشأن السياسي ، هل يأتي هذا التصريح في سياق التقرب من الحركة لمحاولة نسيان تصريحات مثيرة سابقة أطلقتها النائبة لما كانت على راس لجنة التحقيق في شبكات التسفير للإرهابيين و هل أن هذا التصريح هو الثمن المطلوب من النائبة حتى تدخل إلى بيت الطاعة و تدرك أن اللعب مع الحركة ثمنه الموت كما حصل مع شهداء الوطن شكري بلعيد و محمد البراهمى ،كيف تخلت هذه السيدة عن اتهاماتها الصريحة لحركة النهضة بكونها قد كانت وراء شبكات التسفير ،

هل جاءت التسريبات كخدمة ثمينة تقدمها النائبة المشبوهة لجماعة الإسلام السياسي و هل ستشهد الساحة حالة سياحة حزبية أخرى تتحول بمقتضاها هذه السيدة إلى قلعة مونبليزير في نطاق ما عبر عنه البعض بتفتح الحركة على كل ” الطاقات ” البديلة القادرة على تلميع صورتها الملوثة بدماء الأبرياء على مر أكثر من ستين سنة ، ربما كان سقوط ” ليلى “ممثلة مشروع تونس في الانتخابات البلدية الأخيرة مقابل نجاح نائبة النهضة سعاد عبد الرحيم هو مفتاح كل الإلغاز التي نعيشها و التي جعلت هوى ليلى يميل إلى حزب الإخوان .

شارك رأيك

Your email address will not be published.

error: لا يمكن نسخ هذا المحتوى.