الرئيسية » دعوات إلى القتل على الهواء… والدولة لا ترى لا تسمع ولا تتكلّم!

دعوات إلى القتل على الهواء… والدولة لا ترى لا تسمع ولا تتكلّم!

الفاشيّة تطلّ برأسها، وتشحن الجموع الغارقة في مشاعر اﻹثم، وتهيّج النوازع البدائيّة والوحشيّة، وتجيّش الغوغاء تحت الطلب استعدادا لولائم الدم فيما النيابة العمومية، ووزارتا العدل والداخليّة، ورئاستا الحكومة والجمهوريّة خارج التغطية… لا ترى، لا تسمع، لا تتكلّم. وللتاريخ لسان…

بقلم مختار الخلفاوي *

المتحدّث باسم وزارة الداخلية في فترة الترويكا هشام المدّب يحرّض، على الهواء ومن منبره الدائم في قناة الزيتونة، على عدد من وسائل اﻹعلام ويهدّد اﻹعلاميّين بالقتل.

يتّهم المذكور، انطلاقا من قناة تصنّفها الهايكا بغير القانونية لعدم اﻻلتزام بكرّاس الشروط، ولكونها ملكا لحزب سياسيّ هو النهضة، وﻻستفادتها من المال السياسي والتمويلات المشبوهة من الداخل والخارج – يتّهم الموقع اﻹخباريّ “كابيتاليس” بعدم الشفافيّة الماليّة والعمالة لفرنسا واﻻستفادة من تمويلات انطلاقا من السفارة الفرنسية في تونس، ويتّهم برنامج “الماتينال” على راديو شمس أف أم باﻹساءة إلى المقدّسات.

هذا اﻷمني السابق الذي اغتيل في زمنه الشهيدان شكري بلعيد ومحمد البراهمي نتيجة حملات الشيطنة والتحريض ينخرط في هستيريا التشويه والتضليل واﻻفتراء ضدّ كلّ من اختلف عن منظومة اﻹخوان والدائرين في فلكهم، وضدّ كلّ من خرج عن دوائرهم الدعائيّة. وبخبرته السابقة، يسهم في تحديد إحداثيّات الهدف والجريمة، ويبعث برسائل مضمونة الوصول إلى الجناة الجاهزين والضحايا المحتملين.

في هذه الفترة، تخيّم ظلال تلك اﻷيّام السوداء في سماء تونس. تتزايد حملات التحريض والشيطنة، وتتمدّد الدعاوى إلى لجم اﻷفواه وقطع اﻷلسنة وخنق اﻷصوات، وتزدهر فتاوى القتل.

مرّة أخرى، نكون على موعد مع السيناريو نفسه. والغبيّ وحده من يعتقد أنّ ذات المقدّمات تقود إلى نتائج شتّى.

استراتيجية فاشية تتمّ على مراحل. المرحلة الأولى يتمّ فيها شيطنة الخصم بتبديعه وإخراجه من الملّة، وهذا هو التكفير دينيّا. المرحلة الثانية يتمّ فيها تأثيم الآخر المختلف عبر اتّهامه بالعمالة والتشكيك في وطنيّته، وهذا هو التخوين سياسيّا. والمرحلة الثالثة هي إقصاؤه نهائيّا عبر ترويعه وقطع لسانه أو قتله مرّة واحدة، وهذه هي التصفية الجسديّة.7

للفاشيّة منابرها وأجهزة دعايتها السمعية البصريّة واﻹلكترونيّة والرسميّة، ولكنّها لن ترتاح إلاّ إذا حوّلت الجميع إلى قطيع، وأدخلتهم طائعين إلى زرائبها.

الفاشيّة تطلّ برأسها، وتشحن الجموع الغارقة في مشاعر اﻹثم، وتهيّج النوازع البدائيّة والوحشيّة، وتجيّش الغوغاء تحت الطلب استعدادا لولائم الدم فيما النيابة العمومية، ووزارتا العدل والداخليّة، ورئاستا الحكومة والجمهوريّة خارج التغطية… لا ترى، لا تسمع، لا تتكلّم. وللتاريخ لسان…

صحفي و محلل سياسي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.