الرئيسية » لن نأسف على رحيل 2020 التي كانت سنة الحزن والدموع؟

لن نأسف على رحيل 2020 التي كانت سنة الحزن والدموع؟

سنة 2020 كانت صعبة على جميع المستويات وتركت في الذاكرة أحزانا وجروحا وفقدنا فيها أناسا أعزاء كانوا معنا يقاسموننا العيش فوق هذه الأرض وفي لحظة اختطفهم الموت. و كانت أيضا سنة صعبة على تونس على كل المستويات. لذلك لن نأسف على رحيلها و ننتظر من السنة الجديدة أن تداوي جراحنا و تمسح دموعنا و تعيد فتح باب الأمل في وجوهنا…

بقلم محمود الحرشاني*

ونحن نستقبل سنة ميلادية جديدة لا نملك إلا أن نتمى أن تكون أفضل من سابقتها التي كانت صعبة على كل البشرية جراء ظهور وباء الكورونا اللعين الذي فتك بألاف الأرواح وأربك الحياة الاقتصادية والاجتماعية للناس. سنة لم تشهد مثلها البشرية منذ عقود… وقفز فيها الاهتمام بالصحة إلى أعلى المستويات. ولم تكن الحكومات مهيأة بالقدر الكافي لمواجهة هذا الوباء اللعين الذي عقد حياة الناس وغير نمط العيش في أرجاء المعمورة. ورغم جهود الأطباء والإطارات شبه الطبيه فإن عدد الضحايا في ارتفاع من يوم إلى اخر ولم يسلم الأطباء أنفسهم من هذا الوباء الذي أودى بحياة الكثيرين منهم وهم في ساحة الوغى يصارعون الفيروس اللعين ويحاولون إنقاذ الأرواح.

سنة 2020 كانت صعبة على جميع المستويات وتركت في الذاكرة أحزانا وجروحا وفقدنا فيها أناسا أعزاء كانوا معنا يقاسموننا الحياة والعيش فوق هذه الأرض وفي لحظة اختطفهم الموت.

سنة شهد فيها العالم ويلات كثيرة وتعطلت مسيرة الإنتاج وعجلة الاقتصاد وركن الناس إلى بيوتهم خوفا من خطر يحلق فوق الرؤوس ليفتك بها.

سنة شهدت انتخابات أمريكية غير مسبوقة رحل معها الرئيس ترامب ليحل محله رئيس جديد ينتمي إلى الديمقراطيين هو الرئيس جون بايدن الذي يعتبره المحللون أكثر اعتدالا من سلفه الذي كاد يدخل العالم في كارثة نتيجة شطحاته الغريبة.

سنة شهدت أيضا امتداد التقارب الاسرائلي العربي أو ما يعرف بتطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني ودول عربية. وكان هذا التطبيع قد أصبح شيئا مألوفا وغير مستغرب.

سنة شهدت أحداثا كبرى في منطقة الشرق الأوسط على غرار انفجار بيروت الذي مازالت تداعياته متواصلة إلى اليوم.

سنة بدا فيها الحوار الليبي الليبي يأخذ منعرجا جديدا باتجاه انفراج الأزمة والحد من التقاتل واستبدال لغة القنابل بلغة التفاهم.

سنة شهدت فيها تونس ميلاذ ثلاث حكومات : حكومة الحبيب الجملي التي وئدت في المهد وحكومة إلياس الفخفاخ التي لم تدم الا لمدة ستة أشهر وانتهت بسقوطها جراء فضائح تضارب مصالح تعلقت برئيسها نفسه وحكومة هشام المشيشي التي ولدت مستقلة بعيدة عن الاحزاب ولكنها سرعان ما اختارت الارتماء في أحضان ائتلاف متكون من عدد من الأحزاب الممثلة في البرلمان… ليكون ذلك ربما بداية النهاية في عمر هذه الحكومة التي واجهت أزمات عدة مثل أزمة الكامور وانقطاع الغاز المنزلي لأسابيع وتصاعد موجة الاحتجاجات وفضيحة النفايات المستوردة من ايطاليا والتي جرت وراءها عددا من كبار المسؤولين من بينهم وزير اليبئة الذي يقبع حاليا في السجن وعدد من كبار مسؤولي الوزارة وقطاعات أخرى.

سنة كان فيها الإهمال والتقصير سببا في وفاة أرواح بشرية لا ذنب لها لتموت في البالوعالت أو في المصاعد المعطله أو نتيجة استشراء ظاهرة العنف والبركاجات والنتر. الى غير ذلك من المصائب التي حلت بهذا البلد…

سنة ودعنا فيها في تونس أعزاء علينا كان لهم دور بارز في بناء هذه الدولة كل في مجاله أمثال المفكر ومؤسس وزارة الشؤون الثقافية الشاذلي القليبي وأول وزير أول في عهد بن علي الهادي البكوش والوزير الصديق على الشاوش والأستاذ الجامعي الكبير المنصف وناس والأستاذ الكبير صلاح الدين بن حميدة الصحفي الذي يعتبره أهل المهنة محمد حسنين هيكل تونس والصحفي النشيط محمد المنصف المؤذن والفنانة الكبيرة السيدة نعمة والفنانة الكبيرة زهيرة سالم…

كيف نأسف على رحيل سنة كانت سنة الحزن والدموع؟

لأجل ذلك نتمنى أن تنسينا سنة2021 أحزان سنة 2020…

سنة تستعيد فيها البشرية أنفاسها وتنتصر على وباء الكورونا اللعين.

من قلبي أتمنى لكل أصدقائي وقرائي في تونس والوطن العربي ولأهلي وعائلتي سنة جديدة مباركة يعم فيها الخير. وأتمنى لبلادي تونس أن تنتصر على صعوباتها وأن يكون هذا العام 2021 عام الرخاء والازدهار.

* كاتب ومحلل سياسي مدير موقع الثقافية التونسية.

شارك رأيك

Your email address will not be published.