الرئيسية » تونس و المنطق المخبري البارد للرئيس قيس سعيد

تونس و المنطق المخبري البارد للرئيس قيس سعيد

قد تتبادل التواريخ الهجرية بالميلادية ولكن لوجسيال قيس سعيد ثابت. فقد بات متوقعا وفاء قيس سعيد لعقله القانوني في ضرب البنية التشريعية والمؤسساتية لمنظومة حكم مرحلة بعد ثورة 2011 في تونس، حيث ظن الكثير ان إعلانات 25 جويلية 2021 وإجراءات 22 سبتمبر كانت مجرد رد فعل على خيانة هشام المشيشي وتحالفه مع حركة النهضة وشركائها لفرض واقع سياسي جديد وصولا لعزل الرئيس.

بقلم الفاهم بوكدوس *

يبدو أن 25 جويلية حتى وإن كان تاريخا ذا رمزية سياسية للتونسيات والتونسيين وبلغت فيه حالة التعفن السياسي والأمني أوجها في منظومة مافيوزية، فإن أول شوال (أو آخر ماي) كان أيضا يمكن أن يكون تاريخا للاجراءت التي أعلنها قيس سعيد بعد ذلك وفاء لمنظومة التواريخ الخاصة والرمزية للرئيس.

كثيرا ما يتكىء علماء الإتصال السياسي والنخب السياسية على صعوبة الوضع الداخلي والعزلة الخارجية، أو “يحلبون” العبارات الأخيرة عن التعايش، للاقناع بأن سعيد قد تراجع عن لوجسيال فسخ منظومة سياسية وقانونية كاملة بكل أشكالها الوسيطة، والدفع بالعبارات اليقينية عن عودة البرلمان وإطلاق الحوار الوطني وإعداد خطط طريق، غير أن مياه كثيرة تجري تحت هذه التمنيات عنوانها “توقيت الرئيس”.

يبدو أن المنطق المخبري البارد والصارم للرئيس لا يولي بالا لردود الأفعال السياسية والمدنية الداخلية أو الخارجية، ولا حتى لعبارات الغضب والحنق أو الارتياح التي يعبر عنها هو نفسه في مختلف خطاباته، والتي ستكون نتائجه المتوقعة وفي أقصاها يوم 17 ديسمبر الجاري إعلان تعليق العمل بالدستور بما يعنيه من إنهاء العمل بكل المؤسسات الدستورية وحل البرلمان، والمرور لإعلان تنظيم مؤقت للسلطات وتغيير النظامين السياسي والانتخابي والدعوة للانتخابات سابقة لأوانها.

* صحفي و خبير في الإتصال.

شارك رأيك

Your email address will not be published.