أسبار الزرقوني و ك2ريم: الاثنان في قفص الاتهام !

ليس سابر الأراء حسن الزرقوني من بَوَّبَ مغني الراب كريم الغربي ألملقب ب”ك2ريم” مكانة بين الشخصيات السياسية المحبذة للتونسيين، إنما هي الأرض التي أنبتت ذلك الصنف من الأعشاب… مثلما أنبتت من حكموا البلاد إلى اليوم…

       بقلم فتحي الهمامي

 قَدَّم حسن الزرقوني أرقامه، فصَّلَ الأمر، فصل بين القضايا، وفصل الكلام، وكان قوْله فَصْلا… إلا ان هذا الاستطلاع للرأي، مثله مثل الاستطلاعات السابقة، تَعَرَّضَ “كالعادة والله لا تقطعنا عادة”… إلى صنوف من التَّشْكِيك فيه والتندَّر عليه… هذا يستنكر حضور ك2ريم في قائمة المرشحين الأقوياء لرئاسة الجمهورية… وذاك يحب ان يكشف الزرقوني عن مصادر تمويله… وتلك تخرج في مظاهرة ضد نتائج استقصاء الأراء… تحتج عَلَيه وتطالب بإعادة ترتيب حاصِله… وغيره وغيره… وبما ان تصنيع البِدَع لا يتوقف في هذه البلاد، فلا عجب ان يطلب أحدهم يوما من سابر الآراء الزرقوني إجراء سبر للأراء حول أسباره… أي حول نسبة الرضا على استطلاعاته…

سبر الآراء صنف من العلوم يتمثل في استطلاع مواقف النّاس في قضيَّةٍ معيَّنة بالاعتماد على عيِّنةٍ منهم، علاوة على أنه استبيان غايته قياس مستوى سعادة ورضا الجمهور او غضبه، وسياسيو هذه البلاد، سلطة ومعارضة، لا يحبون عموما سبر الآراء، ولا يولون اهتماما كافيا لنتائجه، وللأرقام بصفة عامة، إن لم يستخفوا به، في حين هو بمثابة الكشاف او المسبار، الذي يعينهم على تصريف شؤون الناس، إن كانوا في الحكم… وهو كذلك بمثابة “الباروماتر” بالنسبة لرجل (إمراة) السياسة، يخبره عن نسبة محبة الناس له (ا)، وحظوته (ا) عندهم في الانتخابات… كما انه عبارة عن لوحة إرشادية تنبؤ السياسيين عن اهم المشاغل التي تؤرق الجمهور وأهم مطالبه فتساعدهم على رسم برامجهم وأهدافهم الانتخابية…

وسبر الآراء صنف من العلوم يتمثل في استطلاع مواقف النّاس في قضيَّةٍ معيَّنة بالاعتماد على عيِّنةٍ منهم، علاوة على أنه استبيان غايته قياس مستوى سعادة ورضا الجمهور او غضبه…

فليس الزرقوني -إذن- من بَوَّبَ ك2ريم تلك المكانة، إنما هي الأرض التي أنبتت ذلك الصنف من الأعشاب… وليس الزرقوني من أغضب الناس إنما الوضع الاقتصادي والاجتماعي… أما من يروم التغيير السياسي في هذه البلاد فعليه أن يسأل نفسه أولا، على ضوء الترتيب الذي قدمته سيغما كونساي لأقوى شخصيات السباق الرئاسي : التغيير لفائدة من؟

ناشط حقوقي.

شارك رأيك

Your email address will not be published.