عزالدين بن محمود يعلق على الصورة الصفراء المعلقة على واجهة مقر نقابة الصحفيين و التي تجمع وجهي بن علي و موسي

عبر الوجه الإعلامي المعروف عز الدين بن محمود ظهر اليوم السبت 27 ماي عن رأيه في الصورة العملاقة التي علقتها نقابة الصحفيين على واجهة مقرها كردة فعل على تصريحات عبير موسي ضد النقيب و بعض الصحفيين و على الوقفة الاحتجاجية التي نفذها أنصار الدستوري الحر:

“انفعالات نقابية !
وهدية الموسم لعبير موسي…
مررت منذ قليل أمام نقابة الصحفيين التي علقت انخراطي فيها من سنوات رغم اعتزازي بالانتماء إلى حديقة الاعلام العطشى… الذابلة ورودها.
مررت فاستوقفتني صورة صفراء..معتقة الصفرة ..تجمع وجهين : الرئيس الراحل بن علي ورئيسة الدستوري الحر عبير موسي.
تحت الصورة كتبت جملة أراد بها اصحابها التدليل على الصورة : التجمع من جهة والفاشية من جهة أخرى.
من الدرجة الصفر في التأويل وصولا الى أعماق الفهم وألم المعرفة والحفر في المعنى ، ثمة مانظفر به من البداية: عبير وبن علي واجهة واحدة باعتبار التلبس في الصورة…وتقابل أو تعارض بين التجمع والفاشية ، وفق ما جادت به بلاغة صاحب الجملة العنوان.
تطابق وتعارض يدفعني الى استنهاض أسباب الحيرة والسؤال في بعض النفوس المطمئنة ، والقاء حجر بريء في بحيرة راكدة تعكر مائها استفزازا لروائح منقبة من فرط الكراهة.
هل مازال الاخوة في النقابة يستحضرون شرعية الصراخ والبيانات مما دشنه ” الرهبان” وسموه فاتحة للربيع العربي بخروج بن علي وموته ودفنه في السعودية ؟
هل ضاقت الرؤيا الى الحد الذي التهم فيه كهف السنوات العجاف بصيرة من يتوسد وهما دمر وطنا وأودى بأمة!!!
مر على تونس رؤساء خمس وحكومات وبرلمانات ..توفي بعضهم وهجر ٱخر..اغتيل شهداء..وجاهدت لحاء.. ونكحت مجاهدات..وتشوهت صورة وطن..وتيبس عرق الاجداد والاباء..وأكل البحر أجسادا غضة…..
لم يبق الا المرحوم بن علي شهادة على نضالات ثوار المصادح الموتورة بعد أن شهدت الكتابة الصحفية نحبها…الا ما ندر من بواقي العصف الصحفي….
أعود الى الصورة…
في زمن القحط وقلة ذات الخبز والماء..مالذي تنتظرونه من دلالات صورة المرحوم بن علي ؟ فقط مجرد سؤال ؟
ارقام تقاس بها حالة البلدان في علاقة بالنمو والعملة والبطالة والاسعار والتضخم …!!!
في علاقة بالاستقرار والامن !
في علاقة بنظافة البلاد !
حالة المدارس والمستشفيات والطرقات !
صورة الوطن ومايتعلق بابنائه في المطارات والبلدان…
مالذي تنتظرونه من القران بين بن علي وعبير موسي من حيث الرمز والدلالة !!!
والٱن ..هذا سؤال في معنى الطلب
حاولو الانصات الى الأرقام..الانصات الى اهلكم..الانصات الى التاجر والفلاح والمعلم والطبيب والحرفي…الى الجوعان والمحتاج…
استمعو الى اوجاع جيل كامل ..الذي يفكر في الهجرة..الذي يستعد الى الهجرة..الذي هاجر والذي أنتحر في البحر…
بن علي لدى الشريحة الاوسع هو زمن الدولة التي تحرش بها اولياء النعمة والزر الذي عرى جسد الأمة ليزنى بها تجار الذمم….
بقي الكثير مما يمكن أن يقال…
ومع ذلك…
الجمع بين بن علي وعبير موسي هو حق بما فيه من بعض التحفظات القليلة…
شعار النقابة وصورتها الصفراء هو دلالة على لاوعي سريري يكشف خروجا مخجلا لارباب النقابة عن منطق الجدل والوعي بهموم الناس وميولهم الطبيعي والعقلاني الى زمن الحد الادنى من الحياة في شروطها الأساسية.
عبير موسي وحزبها هم الأسعد اليوم لسببين :
الأول هو ربطهم بزمن الاستقرار..حتى وان كان هشا..
الثاني هو دعوة الى كل الذين ينتمون الى سياق الدولة الوطنية ماقبل الربيع العربي للاتحاق بخط حزب عبير موسي السياسي وهو الأمر الذي لن يكون هينا.
ثالثا ورابعا وخامسا…النقابة الوطنية للصحفيين ليس من حقها استعداء حزب سياسي جاء لمقرها بشعارات مناوئة لكل اشكال التدخل في شؤون تونس واختراق منظوماتها الاعلامية..بصرف النظر عن صحة ماقيل…وهو خطير…
حتى وان كان ذلك بصورة صفراء.
النقابة في الاصل والمنطق والهوية هي نصير الراي والشعار مالم يكن هناك عنف وخناجر ومعاول…
أخيرا
لا حزب لي غير وطني
معتز بانتمائي الى العائلة الاعلامية بكل شؤونها وشوائبها
تم ايقافي زمن حكم بن علي
تمت معاقبتي واهانتي ايضا..
واضل نصيرا للدولة الوطنية بكل متاعبها..ذلك أقرب الف مرة الي من رخاء ومتع وسفر وارصدة مجهولة الهوية والانتماء.
الفقر نعمة زمن الرفاهة التي لست ادري….”.

شارك رأيك

Your email address will not be published.